كان العالم قد بدأ يضيق ذرعا بما يسمى "العالم الأحادي القطب"، في نهاية فترة كلينتون الثانية. فبعد التدخل العسكري المباشر في يوغسلافيا والصومال وأفغانستان والعراق (في حرب الكويت، ثم في الحصار المتواصل لذلك البلد وسياسة الاحتواء المزدوج للعراق وإيران)، بدأ الكثيرون في العامين 1998 و1999، ومنهم وزير الخارجية الفرنسي هوبرت فيدرين، بالحديث عن مخاطر "الدولة المفرطة القوة". جرى ذلك خاصة في مرحلة ضعف وتراجع روسي عام، سياسي واقتصادي، وانكفاء صيني عن السياسة الدولية إلى بناء الاقتصاد، إذ بدا أن ما وحد القوى الغربية وحلفاءها، وهو الخوف من السوفيات، ومن "خطر الشيوعية" لم يعد قائما منذ العام 1989، أي منذ انهيار جدار برلين.