شكل "الخطاب السياسي المبتور" دراسة بحثية وسجالا فكريًا نقديًا للخطاب السياسي المبتور الذي ظهر وتطور في صفوف الفلسطينيين في إسرائيل، علاوة على أنه يتضمن مقولات نقدية هامة للبحث الإسرائيلي شكلت لاحقا أسسًا للنقد الفلسطيني المعرفي لهذا البحث الاستعماري، وفي كلتا الحالتين أسس الكتاب لمقولات نقدية لا تزال ترافقنا في البحث العلمي حتى الآن، في الجزء الثاني من الكتاب يطرح بشارة قراءات نقدية عينية لأهم المقولات والظواهر السياسية الفلسطينية في إسرائيل، كل ذلك بعودة إلى الإطار السوسيولوجي الأهم بنظر بشارة وهو التحديث في غياب المدينة على مستوى الداخل دون إهمال الطابع الاستعماري الذي يحيط بهذا الإطار من الخارج. وإذا صح التعبير فإن الكتاب هو نقد للبنية الفوقية السياسية، كما تمثلت في منطوقها السياسي الذي تجلى في غياب المدينة الفلسطينية، ونشوء مدينة مشوهة في الواقع الاستعماري.
ينجح "الخطاب السياسيّ المبتور" في تفكيك مفاهيم مُؤسسة ودارجة في الخطاب السياسي الفلسطيني في إسرائيل، وظواهر اجتماعية وسياسية أخرى. المساواة، الحقوق الجماعية، الثقافة والهوية القومية، تنظيم الأقلية العربية، المسألة الطائفية، العائلية، الشراكة العربية اليهودية، اليسار، الإسلام السياسي، الطبقية والمجتمع الاستهلاكي.
مهند مصطفى