رأى النائب العربي المستقيل من الكنيست عزمي بشارة، أمس، أن إسرائيل تواجه «مأزقاً قانونياً» بسببه، إذ أن القانون الإسرائيلي لا يحاكم المتهمين غيابياً، مشدداً على ان قرار تل أبيب بتوقيفه لا يسري في الدول العربية، فيما توسعت الحملة الإسرائيلية عليه بعد المطالبة بـ«محو أي ذكر أكاديمي له» إثر تذمر طلاب في جامعة «بار إيلان» من دراسة مقالات له.
وكانت إسرائيل قد طلبت من «الانتربول» ملاحقة بشارة، بعدما اتهمته بـ«التجسس» و«الخيانة» و«الاتصال بالعدو».
وقال بشارة لصحيفة «الأهرام» المصرية من الشارقة في الإمارات إن «الاتهام هو تقديم معلومات ومعونات لعدو في زمن الحرب، والمقصود بالعدو سوريا ولبنان، والمقصود بزمن الحرب حرب تموز 2006 على لبنان»، مضيفاً أن «هناك قراراً في إسرائيل بتوقيفي، إلا أن هذا القرار لا ينطبق على عزمي بشارة في الدول العربية، لأن لا اتفاقات ثنائية لتسليم متهمين بين الدول العربية وإسرائيل، وبالتالي لن يصدر قرار دولي بتوقيفي، وهذا سيشكل فضيحة دولية لإسرائيل».
وتابع أن «إسرائيل تواجه مأزقاً قانونياً بسببي، وهو أن القانون الإسرائيلي لا يحاكم المتهمين غيابياً، لذلك فإن أمر محاكمتي هو نوع من العبث، فلا أحكام غيابية للمتهمين في إسرائيل، وبالتالي لا يستطيعون إدانتي».
وأوضح بشارة أن «عودتي إلى فلسطين مؤجلة» مشيراً إلى أنه سيقدّم محاضرات «في بعض الدول العربية».
من جهتها، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الطلاب الإسرائيليين الذين يدرسون في كلية العلوم السياسية في جامعة «بار إيلان» يتذمرون من دراسة مقالات وضعها بشارة وتدرس في الجامعة.
وأوضحت الصحيفة أن عضو الكنيست اوتنيل شنيلر، المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، بعث برسالة إلى رئيس الجامعة يطالبه فيها بإلغاء المواد المذكورة، مشيراً الى أن عدداً من الطلاب توجهوا إليه محتجين على وجود مقالات لبشارة يتم تدريسها في إحدى المحاضرات التي يقدمها الدكتور محمد أمارة، وتتناول هوية فلسطينيي الـ.48 وتذمر الطلاب الإسرائيليون من أن أمارة يعتمد على شخصية بشارة في أحيان كثيرة، من أجل التوضيح وإعطاء الأمثلة حول وضع فلسطينيي الـ.48
وكتب شنيلر في رسالته «هل هناك ما يمكن تعلمه من إنسان مشتبه باستغلال هويته العربية من أجل تقديم المساعدة للعدو وخيانة إسرائيل في زمن الحرب... برغم أن الشبهات ضد بشارة لم يتم تأكيدها، لأنه لم يمثل للمحاكمة في إسرائيل، إلا أنه يجب محو مقالاته ومحو أي ذكر أكاديمي له».
وقال المتحدث باسم جامعة «بار إيلان»، من جهته، إن المواد المذكورة أقرت منذ أكثر من سنة، بمعزل عن قضية بشارة، ولا تشتمل على مواقف مغايرة لما هو معروف عن آراء فلسطينيي الـ.48 أما أمارة فقال إن مقالات بشارة، وهي بالعربية والعبرية والإنكليزية، «تتضمن قراءات في الخطاب السياسي، وتؤكد أن المساواة غير ممكنة نظراً لماهية الدولة اليهودية وجوهرها».
(«السفير»، «عرب 48»)