هذه الدراسة تطوير (في ضوء الانتخابات الإسرائيلية) لمحاضرة ألقاها بشارة في يوم دراسي عقد في الناصرة في 29/2/1992، بدعوة من مركز الجليل للأبحاث الاجتماعية، تحت عنوان: "المواطن العربي وانتخابات 1992". يتناول من خلالها الكاتب قضية الفلسطينيين كأقلية داخل إسرائيل من خلال السعي إلى تقديم رؤية جديدة لهذه المسألة تختلف عن التوجه "القومي" القائم على محاولة البحث عن تواصل تاريخي مع أرض الوطن والذي يظهر وجود نقصين: إن التمسك به لا يقدم مفتاحاً لفهم التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للأقلية الفلسطينية، وإن التخلي عنه من جهة أخرى يؤدي إلى بروز النقص الحاد الثاني بقبول تهميش العرب في إسرائيل على هامش المؤسسة والسياسة الإسرائيليتين وذلك بحصر القضية الفلسطينية في الضفة والقطاع. تشير الدراسة إلى أن أسرلة العرب في إسرائيل ثم وضعهم على هامش المجتمع الإسرائيلي قد تتحول مع مرور الوقت إلى نموذج لحل قضية الأقليات الفلسطينية في الدول الأخرى إذا تم القبول على المدى البعيد بتقسيم القضية الفلسطينية إلى مجموعة أقليات. من هنا ترى الدراسة إن رفض القبول بهذا المصير يفرض ضرورة تغيير في التوجه يشمل كتابة التاريخ بما في ذلك تاريخ الأقلية العربية في إسرائيل، ليتضح أن هذا التاريخ ليس تاريخ صمود وبطولات بل تاريخ أقلية تبحث عن الأمان في دولة ليست لها، وليصبح برنامجها الوحيد القبول بالاندماج التهميشي إلى جانب دولة فلسطينية تؤدي وظيفة استقبال البعد القومي المصدر إليها. وتشير الدراسة إلى أن تحليلاً جديداً لواقع الأقلية الفلسطينية في إسرائيل يبين أنه في حالة وجود استراتيجية فلسطينية قومية سيتم اكتشاف طاقة كامنة هائلة في تناقضات هذه الأقلية تطرح أسئلة بشأن جوهر دولة إسرائيل، وتعيد البعد القومي بتعريف صحيح للحقوق المدنية لهذه الأقلية. وتستعرض الدراسة من خلال سياق تاريخي كيفية نشوء هذه المسألة وتطورها منذ نشوء قضية اللاجئين الفلسطينيين وإنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين وعلى أنقاض الوجود القومي الفلسطيني، ونقل وجود هؤلاء إلى المجتمع الإسرائيلي كأقلية قائمة داخل دولة اليهود. تركز الدراسة على محطات بارزة في تاريخ هذه الأقلية التي بدأ يتطور لديها الوعي بالاضطهاد بعد حصولها على الحقوق الليبرالية للمواطنة في سنة 1949، وبداية ظهور تحركات سياسية لديها نشأت في كنف أحزاب صهيونية؛ ثم مرحلة ما بعد حرب 1967 التي كانت البداية الحقيقية لتكتلهم كمجتمع له ما يميزه؛ ثم مرحلة إقامة مؤسسات محلية أو وطنية في السبعينيات وتحديداً بعد حرب 1973؛ ثم مرحلة إثارة قضية الاعتراف بالعرب كأقلية قومية بعد يوم الأرض، لتنتهي بمحاولة تحليل لانتخابات الكنيست الثالث عشر التي اعتبرتها نقطة تحول في التاريخ السياسي للأقلية الفلسطينية في إسرائيل.
للقراءة والتحميل: اضغط هنا