تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

زيارة عزمي بشارة إلى سوريا تثير عاصفة في إسرائيل

2006-09-11

محمد بدير

تستعد السلطات الإسرائيلية لملاحقة العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة قانونياً وتقديمه إلى المحاكمة بسبب الزيارة التي يقوم بها، ووفداً من فلسطينيي 48، إلى سوريا، حيث التقى عدداً من المسؤولين السوريين في مقدمتهم نائب الرئيس فاروق الشرع، وسط عاصفة انتقادات تجتاح الدولة العبرية مطالبة بنزع الحصانة البرلمانية عنه واعتباره «خائناً».

فقد قرر المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، ميني مزوز، فتح تحقيق جنائي مع بشارة، الذي يرأس حزب التجمع الديموقراطي، واثنين من أعضاء كتلة التجمّع في الكنيست، هما جمال زحالقة وواصل طه، بتهمة زيارتهم «بلداً عدواً» وتجاوزهم بذلك القانون الإسرائيلي الذي ينص على وجوب الحصول على إذن مسبّق من وزير الداخلية قبل سفر أعضاء كنيست إلى أراض معادية.

وجاءت خطوة مزوز استجابة لطلب من وزير الداخلية الإسرائيلي، روني بار أون، الذي أكد على "استنفاد كل الإجراءات القانونية بحق أعضاء الكنيست الثلاثة، من أجل وقف هذه الظاهرة المخجلة". ورأى بار أون، المقرب من رئيس الحكومة إيهود أولمرت، أن عدم استحصال أعضاء الكنيست الحاليين في الوفد على إذنه المسبّق يعني ارتكابهم لمخالفة قانونية، مشدداً على "ضرورة محاكمتهم كي تتوقف الزيارات التي لا تحظى بتصريح مسبّق".

وتوجه مزوز إلى رئيس شعبة التحقيقات والمعلومات في الشرطة الإسرائيلية، اللواء يوحنان دانينو، بطلب مباشرة التحقيق في القضية. وتصل العقوبة التي ينص عليها "قانون مكافحة التسلل"، الذي عُدل قبل خمسة أعوام لينص على حظر سفر أعضاء كنيست إلى "بلد معاد" من دون تصريح مسبّق من وزير الداخلية، إلى ثلاث سنوات سجن، علماً أن التعديل أُقر في حينه في أعقاب زيارة بشارة إلى سوريا عام 2001، وبعدما أبطلت المحكمة الإسرائيلية لائحتي اتهام قُدّمتا ضد بشارة بسبب تنظيمه حملات تضم عائلات من فلسطينيي الداخل لزيارة أقربائهم اللاجئين في سوريا، وبسبب كلمة له ألقاها في دمشق أيد فيها المقاومة وحقها في دحر الاحتلال.

وقد أثارت زيارة الوفد الذي يضم، إلى الدكتور بشارة، عضوي الكنيست الحاليين، واصل طه وجمال زحالقة، والسابقين، محمد ميعاري ومحمد كنعان، ردود فعل ساخطة في الأوساط الإعلامية والسياسية اليهودية في إسرائيل. وفيما قال عضو الكنيست عن حزب كاديما، عتنيئيل شنيلر، إنه سيتوجه إلى المستشار القانوني للحكومي، بطلب توقيف بشارة مع عودته إلى إسرائيل ورفع حصانته البرلمانية تمهيداً لتقديمه إلى المحاكمة بتهمة دعم العدو خلال الحرب، دعا رئيس حزب المفدال اليميني، زفولون أورليف، إلى المصادقة على مقترح مشروع قانون تقدم به يقضي بسحب عضوية الكنيست من أي نائب يتعاطف أو يؤيد دولة معادية أو منظمة «إرهابية». وطلب أورليف من رئيس لجنة الدستور في الكنيست عقد اجتماع فوري للجنة لبحث مشروع القانون.

وكان ناشط يميني من مستوطنة غوش قطيف سابقاً، يدعى آفي فرحان، تقدّم يوم الجمعة الماضي، بشكوى لدى الشرطة ضد الوفد الزائر لسوريا، وطالب باعتقال أعضائه فور عودتهم إلى البلاد، والتحقيق معهم بهدف التأكد من أنهم لم ينقلوا معلومات سرية إلى دمشق.

وتولت صحيفة «معاريف» إثارة القضية إعلامياً في قالب لم يخلُ من التحريض، فخصصت لها "مانشيت" الصفحة الأولى في عددها الصادر أمس.

صحيفة الأخبار اللبنانية