قال مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور عزمي بشارة إن نجاح ترامب في الانتخابات الأميركية الأخيرة يمكن التعبير عنه بأنه انتفاضة الرجل الأبيض ضد سياسات الهجرة والعولمة وانفتاح الحدود التجارية ؛ حيث يشعر البيض أنهم يفقدون الولايات المتحدة لصالح الأقليات والمهاجرين.
وأضاف بشارة في مقابلة مع التلفزيون العربي في برنامج "حديث خاص" أن من صوَّت لترامب هم أوساط الطبقة العاملة البيضاء المتضررة، التي فقدت قطاع الصناعة بانتقاله لدول العالم الثالث الذي يحوي على الأيدي العاملة الرخيصة، مع عدم استبدالها بقطاعات التكنلوجيا المتطورة، والخدمات الموجودة في الشاطئ الغربي والشاطئ الشرقي للولايات المتحدة.
وعن فشل استطلاعات الرأي في التنبوء بنتيجة الانتخابات الأميركية قال بشارة إن كثيراً ممن صوتوا في هذه الانتخابات لم يصوتوا في الماضي، وكان من الصعب أخذ آرائهم، أو أن العديد منهم كانوا يخجلون من المجاهرة بدعمهم لترامب؛ حيث يعتقدون أنه يعبر عن تطلعاتهم، وهذه الظاهرة -بحسب بشارة- موجودة في التصويت لليمين المتطرف بشكل عام.
وأشار بشارة إلى أن اليمين في الولايات المتحدة نجح في تعبئة الفئات المتضررة من العولمة لصالحه، ومصدر قوة ترامب -بحسب بشارة- أنه كان يتكلم لغة الشارع؛ وأن اللافت في نتائج الانتخابات أنها ليست تمثيلًا طبقيًا بقدر ماهي تمثيل هوية، عبر نقد المؤسسة والنخب الفاسدة؛ وهي نتيجة استخفاف النخب الليبرالية بقضايا مثل الهوية التي تعتبرها مسألة تافهة لا تعبر عن مصالح حقيقية للناس.
وعن تفسير ظاهرة تصويت أصحاب الأصول اللاتينية والعربية لترامب قال بشارة إن كثيراً من الكوبيين والفنزوليين صوتوا لترامب نقمة على سياسة أوباما التصالحية مع نظام كوبا، بالإضافة إلى أن كثيراً من المهاجرين صوتوا ضد المهاجرين؛ لأن موجات الهجرة الجديدة ستعيد إلى الساحة مسألة الهوية، وإثارة مسألة أصولهم من جديد.
وأكد بشارة أن ترامب قام بتعبئة الشارع الأميركي ضد المسلمين، واستخدم ذلك بوصفه أداة يجتذب من خلالها العنصرييين الأميركيين لكسب أصواتهم في الانتخابات؛ وهذا ما حصل، وهنا تبرز جريمة السياسي الشعبوي.