يشرح عزمي بشارة في هذه الدراسة دوافع مطالبة إسرائيل الفلسطينيين والعرب ودول العالم بالاعتراف بها دولة يهودية، ويكشف الغطاء عن جملة من الأهداف العملية والمعنوية التي تسعى إسرائيل لها جرّاء هذه المطالبة، ويتصدرها إلغاء حق العودة، وشطب المبدأ الذي تقوم عليه مطالبة عرب 48 بإلغاء التمييز العنصري ضدهم بصفتهم مواطنين في دولة تدّعي الديمقراطية، وأبعد من ذلك تسعى إسرائيل للحصول على اعتراف مبدئي بشرعية الصهيونية التاريخية التي ألحقت ما ألحقته من كوارث بالشعب الفلسطيني، كما تهدف، في المدى البعيد، إلى إرساء أساس شرعي لترحيل من تبقى من الفلسطينيين في وطنهم بذريعة أن وجودهم يتناقض مع جوهر الدولة، ويمثل تهديداً لنقاء هويتها.
ويعرض بشارة أيضاً، وبالتفصيل والتوثيق، المحاولات الإسرائيلية السياسية والتشريعية التي بُذلت منذ قيام الدولة لإيجاد حل للتناقض الجوهري بين يهودية الدولة و"ديمقراطيتها"، ويبين استحالة التوفيق بينهما، وحتمية التسارع المتزايد للدولة الإسرائيلية نحو المزيد من التعصب والعنصرية.