د. صلاح عودة الله
قبل أن أتطرق إلى قضية د.عزمي بشارة وتداعياتها،لا بد وأن أعرفه بصورة موجزة(وان كان غني عن التعريف):
عزمي بشارة مفكر وسياسي فلسطيني من عرب 48, وهو من مواليد مدينة الناصرة عام 1956.درس في المدرسة المعمدانية في الناصرة،وخلال دراسته الثانوية
نشط في صفوف الشبيبة الشيوعية،وفي عام 1974 إنتخب رئيسا لمجلس الطلبة في مدرسته،كما أنه ساهم وبصورة فعالة في تأسيس اللجنة القطرية للثانويين
العرب وكان رئيسها الأول.
إنتسب إلى جامعة حيفا عام 1975، وأثناء دراسته نشط في الحركة الطلابية، وفي عام 1976 شارك بتأسيس إتحاد للطلاب الجامعيين العرب وإنتخب ليصبح أول
رئيسا له. وفي عام 1977 إلتحق بالجامعة العبرية في القدس حيث درس الحقوق والفلسفة.أكمل دراسته في برلين وتخرج منها بشهادة دكتوراة بالفلسفة عام 1986.
بعد عودته من ألمانيا عام 1986, عمل في جامعة بير زيت الفلسطينية حيث شغل منصبي أستاذ ومدير قطاعات الفلسفة والعلوم السياسية بنفس الجامعة.
عمل في عام 1990 باحثا في معهد فان لير بالقدس،وإستمر بالعمل هناك حتى عام 1996.
عام 1995 شارك بتأسيس حزب التجمع الديمقراطي،وإنتخب عضوا للكنيست عام 1996 بعد ترشحه في قائمة مشتركة بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
والتجمع الوطني الديمقراطي.وأعيد إنتخابه عام 1999 مرشحا عن التجمع الديمقراطي الوحدوي،ثم تمت إعادة إنتخابه عام 2004 حتى تقديم إستقالته في الاونة
الأخيرة .
وفي عام 1997 وإثر فشل كلوي خضع لعملية زرع كلية. وفي عام 1999 أصيب برصاصة مطاطية أثناء إشتراكه بمظاهرة دفاعا عن بيت صدر بحقه أمر الهدم
في مدينة اللد. وفي أكتوبر عام 2000 تعرض بيته في الناصرة العليا إلى إعتداء من مئات العنصريين بعد أن إتهم بالمسؤولية عن مظاهرات أكتوبر في المدن
والقرى العربية الفلسطينية في الداخل. وفي عام 2002 فاز بجائرة إبن رشد للفكر الحر.
كان عزمي بشارة شيوعيا ثم تحول إلى قومي عربي وأبرز الأعضاء العرب في الكنيست.ويعتبر د.بشارة شخصية مثيرة للجدل، ترشح لرئاسة منصب الحكومة
الإسرائيلية،وهو من أبرز المنتقدين لسياسة إسرائيل الي يصفها بالعنصرية, ويدعو بأن تكون إسرائيل دولة لجميع مواطنيها في إشارة إلى وصفها ب"الدولة
اليهودية".
عمل على إغناء الهوية العربية في الداخل الإسرائيلي بعد أعوام طويلة من العزلة، فأنشأ علاقات متعددة مع بعض الدول العربية ولا سيما مع سوريا،وقد نظم زيارة
وفود من فلسطينيي 1948 لأهاليهم وأقاربهم اللاجئين منذ العام 1948 إلى سوريا.
تم نزع الحصانة البرلمانية عنه يوم 27 تشرين الثاني عام 2001 بتهمة"تنظيم زيارات لدولة عدوة"و"التحريض على العنف".
إكتسبت شخصيته أهمية خاصة لكونه مناضلا فلسطينيا داخل إسرائيل ويمتاز بنظرته الإستراتيجية إلى الصراع العربي الإسرائيلي،وهو كثير الحركة،متعدد النشاطات
موجود في الشارع وفي الجامعة وفي وسائل الإعلام العربية والعالمية،وله دوره في دعم ومساندة الإنتفاضة ألفلسطينية ألباسلة.
ويعتبر د.بشارة مفكرا من الطراز الأول وله العديد من المقالات والمؤلفات،وقد ترجمت مجموعة من أعماله المنشورة إلى عدة لغات.
ومن أهم مؤلفاته المنشورة"المجتمع المدني:دراسة نقدية"و"العرب في إسرائيل:رؤية من الداخل"و"من يهودية الدولة حتى شارون"وغيرها.
وقام بتحرير كتابين باللغة العبرية"التنوير مشروع لم يكتمل بعد"و"الهوية وصناعة الهوية في المجتمع الإسرائيلي".
في 27 تشرين الثاني عام 2001،تم نزع الحصانة البرلمانية عن د.بشارة،بعد أن صوت 61 نائبا في الكنيست وفي جلسة إستمرت يومين،مؤيدين مشروع القرار،
وذلك لتقديمه للمحاكمة،وأما التهم التي وجهت إليه فهي:تصريحاته في مدينة أم الفحم(حزيران 2000)وفي دمشق(حزيران 2001)وهي تصريحات تحدث فيها
مؤيدا لمقاومة الشعب اللبناني ولعمليات حزب الله ضد الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان , والتهمة الثانية هي انه نظم زيارة وفود من فلسطينيي 1948 لاهاليهم واقاربهم اللاجئين منذ العام 1948 لسوريا . لقد قام بتحريك التهمة ضد عزمي بشاره ,المستشار القضائي للحكومه انذاك (اليكيم روبنشتاين),بناء على تقارير من المخابرات الاسرائيلية .
لقد برز عزمي بشاره في اوساط الاقلية الفلسطينية داخل "دولة اسرائيل", كظاهرة سياسية وثقافية جديده ,واستطاع بثقافته ووعيه وروحه النضالية ,ان يحول افكاره الفردية لرأي عام فلسطيني ,وأن ينقل النضال الفلسطيني داخل" دولة اسرائيل "من مرحله لمرحله.
لقد كانت اسرائيل تسعى منذ احتلالها لفلسطين عام 1948 ,الى تدجين الاقلية الفلسطينية التي بقيت فوق ارضها ,وتحويلهم لاسرائليين من دون حقوق كامله!
وعانى الفلسطينيون على مدى سنوات طويله من الحكم العسكري ,والتمييز العنصري ,ومن سلب الاراضي الزراعية.
وقد جاء تصريح (شموئيل طوليدانو)عام 1987 ,والذي عمل لفتره طويله كمستشار لرئيس الحكومه الاسرائيلية للشؤون العربية :"ان هؤلاء الذين يعيشون بين ظهرانينا قرابة 40 عام ,لم يبقوا حطابين وسقاه ,بل اصبحوا عربا وفلسطينين ايضا؟!" .
بدأ عزمي بشاره نضاله السياسي برفضه هاذا المنطق,واخذ يبشر به في الخطب والكتابات والابحاث ,الى ان تمكن من جعل الفكره موضوعا للنقاش بين الاحزاب وبين الفلسطينين .ومن اقواله في هذا الصدد "لاتشكل الاسرله التامه خيارا مطلقا امام العرب في اسرائيل ,وذلك لسببين :اولا لانها لا تتضمن حلا للقضية الفلسطينية ,وثانيا لان اسرائيل ليست دولة الاسرائليين وانما هي دولة اليهود ,ولذلك فان "اسرلة"العرب في اسرائيل معناها نبذهم الابدي الى هامش الدولة اليهودية, الامر الذي يعني تشويههم حضاريا وقوميا ,والبتالي خلقيا. ومن اقواله ايضا ان اسرائيل ليست دولة دكتاتورية ,بل دولة ديموقراطية ,ولكن لليهود فقط ,وليس لجميع مواطنيها ".
وبما ان عزمي بشاره ينادي بابراز شخصية الاقلية الفلسطينية داخل دولة اسرائيل ,ونيلها لحقوقها كاقلية ليست اسرائيلية , فكان لابد من التركيز على مسألتين :مسألة الهوية الفلسطينية ,ومسألة الهوية العربية لهذه الاقلية, وهي هوية يتم التعبير عنها بالعلاقة مع الدول العربية, وتطبيقا لهذا أنشا عزمي بشارة علاقة وثيقة
مع السلطة الفلسطينية ومع بعض الفصائل الفدائية،ثم أنشأ علاقات متعددة مع بعض الأطراف العربية وشخصيات عربية رفيعة المستوى, وقد تم تقديم عزمي
بشارة للمحاكمة(بمحاكمتين كانون أول 2001 حول إشرافه على تنظيم زيارات المواطنين لأقاربهم اللاجئين في سوريا،والثانية شباط 2002 حول تصريحاته
المؤيدة للإنتفاضة الفلسطينية, ولنضال الشعب اللبناني ضد الإحتلال).
وقد أفلح دكتور بشارة في تحويل قفص الإتهام الذي أعد له في المحكمة الإسرائيلية في الناصرة إلى منصة أدعاء تهدد بوضع إسرائيل حاضرا وتاريخا بقفص
الإتهام!. وأعلن عند بدء مرافعته أنه يؤكد ثانية كل كلمة قالها تأييدا لحق الشعبين الفلسطيني واللبناني في المقاومة!
وربما للمرة الأولى في تاريخ النضال القومي العربي داخل فلسطين، وحدت محاكمة بشارة جميع التيارات الوطنية والإسلامية هناك.
وبلغت مشاهد التضامن ذروتها عندما تقدم زعيم الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح لمعانقة بشارة والسير إلى جانبه نحو باب المحكمة.
وقد تم رفع العلمين الفلسطيني والسوري في ساحة المحكمة من قبل الحشود الكبيرة التي حضرت المحكمة ,ومن هذه الحشود برز وفد من مشايخ الدروز وأحرار الجولان
من الهضبة السورية المحتلة.
ومن سقط الكلام أن يقال: أن إسرائيل تحاكم في عزمي بشارة العرب جميعا...فلو كان عزمي بشارة هو نموذج"العربي"في هذا العصر لما كانت إسرائيل!
ومن سقط الكلام أيضا، أن يقال:أن عزمي بشارة يحاكم إسرائيل،نيابة عن العرب جميعا،وسينتصر لهم عليها ويكفيهم شر القتال!.
ولقد ربح عزمي بشارة الحرب الجديدة،وربحنا معه, لأنه ظل عزمي بشارة!ظل هو،الفلسطيني حتى نخاع العروبة, وببساطة أخرجنا من"حيرتنا"المضحكة ونحن نحاول تجنب التسميات الإسرائيلية للفلسطينيين، أهل الأرض،الذين أصروا ونجحوا على البقاء في أرضهم....فلقد قسمتهم إسرائيل إلى "بدو"و"دروز"و"مسيحيين"و"مسلمين"،
أما نحن فقد أسميناهم"عرب 48"،فكنا كمن يسهم ولو عن غير قصد في إنكار فلسطينيتهم، أي نسبتهم إلى أرضهم التي أخذت منهم غصبا.
أما وان عزمي بشارة أكد بفلسطينيتة عروبتنا،وبعروبتة إنتماءنا إلى فلسطين،فلقد هان الأمر قليلا!
وقد رد حزب التجمع الديمقراطي الذي كان يترأسه د.بشارة:"إذا كان الحكم العسكري الذي فرض عن من لم يطردوا من بلدهم من الفلسطينيين في العام 1948 قد
أزيل بعد 18 سنة لاحقا، إلا أن إزدواجية التعامل معهم من قبل إسرائيل لم تتغير حتى اليوم"
في 6 نيسان 2007،وبينما كان بشارة في سفرة خارجية،نشرت إحدي الصحف خبرا مفاده نية أحد أعضاء الكنيست العرب الإستقالة, ولمحت إلى وجود سبب خفي.
أثار هذا النشر ضجة إعلامية وسط تكهنات حول نيته بالعودة إلى البلاد،وقد أصدر أمر منع نشر حول القضية. في 22 نيسان قدم عزمي بشارة إستقالته من عضوية
الكنيست إلى القنصل الإسرائيلي في القاهرة، وصرح بشارة بأنه قرر عدم العودة إلى البلاد على المدى المنظور،ومن ناحية أخرى أكد بأن إستقالته من الكنيست لا
تعني إعتزاله العمل السياسي!وفي 22 نيسان تمت إزالة جزئية لأمر منع النشر وتبين وجود تحقيق مع بشارة بسبب شبهات بأنه قام بنقل معلومات إلى حزب الله
إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان في حزيران 2006،وبسبب مخالفات مزعومة لقانون منع تبييض الأموال!
وفي 28 نيسان 2007، أعلن د.بشارة أن إسرائيل تحول علاقاته الشخصية إلى تهم مؤكدا أنه لا يريد شهادة براءة ممن وصفهم بمجرمي حرب.
وقد خاطب بشارة عبر الهاتف الالاف من الجماهير العربية الذين تجمعوا في مدينة الناصرة تضامنا معه قائلا:
إن العرب هم سكان البلد الأصليون،إنهم لم يهاجروا إلى إسرائيل،إنما إسرائيل"هاجرت إلينا"ولا توجد"مساواة بحقنا كمواطنين".
وقال بشارة أيضا:"يريدوننا أن نكون نصف عرب ونصف إسرائيليين،وعندما نتواصل كعرب مع العالم العربي يصبح ملفنا أمنيا،يقومون بتحويل علاقتنا مع الأمة
العربية إلى ملف أمني!".
والإتهامات الموجهة ضد بشارة،تشتمل على أربعة بنود إتهامات هي:تقديم مساعدة للعدو خلال الحرب،الإتصال مع عميل أجنبي،إعطاء معلومات للعدو،مخالفة قانون
تمويل الإرهاب.
وقال عميحاي شاي رئيس وحدة الجرائم الدولية في الشرطة الإسرائيلية أن التحقيق لم يكتمل بعد.وأضاف أن جهود الشرطة شملت تنصتا على الهاتف ومراقبة
لنشاطات بشارة.
وقال زئيف سيغل وهو أستاذ في القانون الدولي في جامعة تل أبيب،انه إذا تم إثبات التهم الموجهة ضد د.بشارة, فإن الحكم سيكون السجن المؤبد أو الإعدام.وللتذكير
فإن إسرائيل قامت بتطبيق حكم الإعدام مرة واحدة فقط في عام 1962،وذلك في قضية ادولف ايخمان, العقل المدبر للمحرقة النازية.وأنا شخصيا, لا أستبعد ان يسن قانون خاص يسمى"قانون بشارة" ان فشلوا( وسيفشلوا) في اثبات التهم المفبركة ضده..!
وقد نفى د.بشارة التهم الموجهة إليه جملة وتفصيلا، وقال إن هذه التهم خطيرة ومفبركة وإن الإسرائيليين يريدون تحويله"من قائد سياسي إلى مخبر".
وقال جمال زحالقة النائب العربي في الكنيست عن حزب التجمع الوطني الديموقراطي:إن إسرائيل جعلت من بشارة كبش فداء للفشل وللإخفاقات في حربها الأخيرة
على لبنان.
وقد قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله, ان إسرائيل تحاسب بشارة على موقفه من الحرب الأخيرة على لبنان حيث أدانها،وعبر أكثر من مرة عن تعاطفه
مع الشعب اللبناني.وأما التهمة بأن بشارة كان مخبرا لحزب الله،فهذا ليس من سياقة وهذه ليست من شخصيته!
والجدير بالذكر أن الشرطة الإسرائيلية كانت قد اغلقت مكتب د.بشارة في الكنيست بعد مصادرة كل محتوياته,وكذلك داهمت بيتية ومكتبية في الناصرة وشرقي القدس.
ورغم انها تؤكد انها غير متجندة للدفاع عن د.بشارة, الا ان رئيسة ميرتس وعضوة الكنيست سابقا, المحامية شولاميث الوني,أكدت, ان الشاباك لم يعد بامكانه تحمل د.بشارة فعملوا على تلفيق ملف امني ضده.وتقول ايضا ,انني لست محامية دفاع عنه ولكنني اخاف على مستقبل الديموقراطية في اسرائيل؟!
اما اولمرت فيقول:انني امل ان تتمكن ما تسمى "سلطات فرض القانون"من محاكمة د.بشارة. وفي محاولة منه لنفي العامل السياسي عن قضية د.بشارة,وجعلها كانها قضية تخصه لوحده وحصرها في المربع الامني,زعم بان" بشارة لا يمثل العرب في اسرائيل وان ما قام به بشارة لا يمكن نسبه لمجمل السكان العرب في اسرائيل".ان اولمرت بقوله هذا يريد ان يدق الاسافين بين ابناء شعبنا, لكنه لم ولن ينجح ابدا!!
وللرد على اولمرت اقول, فعلا لقد صدق المثل القائل "تمخض الجبل فولد فأرا",من خولك يا اولمرت ان تتحدث باسم الجماهير العربية والتي بعشرات بل بمئات ألوفها تضامنت مع قضية بشارة العادلة,وعليك ان تذكر انه قبل ايام خلت طالب مئات الالوف من الاسرائيليين ان تقدم استقالتك..ولم تفعل ذلك!طالبوك بالاستقالة لانك فشلت فشلا ذريعا انت وغيرك في الحرب الأخيرة على لبنان.
وفيما يبدو انه تأكيد على ان الحملة السلطوية الشرسة ضد د.عزمي بشارة لا تستهدفه بشكل شخصي فقط وانما تستهدف ايضا فكره ومواقفه,فقد ظهرت اصوات مطالبة بحذف مقالاته والتي تدرس في الجامعات الاسرائيلية.وهذه حرب على الفكر والثقافة,وان الهدف الابعد منها هو الغاء شرعية الجماهير العربية وارهابها وتخويفها,لمنع طرح افكار خارجة عن نمط الدولة اليهودية... حتى من الكلمات يخافون, فإن الكلمة الصادقة تجرح احيانا اكثر من السكين..وهكذا كانت كلمات بشارة دائما.
اما يوناتان بولاك وهو من نشطاء" حركة فوضويين ضد الجدار" فقال:لا جدوى من عودة بشارة الى البلاد, فإن المحكمة محسومة قبل أن تبدأ.بحق خرج بشارة الى منفى مفروضا, ومن هناك يمكنه توجيه سهامه الى عدو كل انسان.. العنصرية-.
وقد لاقت الحملة العنصرية ضد د.بشارة ردود فعل محلية وعربية وعالمية, وتضامن معه الالوف ... والعديد من الجاليات العربية في كثير من الدول العربية والعالمية, بل تضامنت معه كل حركات التحرر العالمية .
هكذا فان القضية اليوم ليست قضية فرد, وليست قضية عزمي بشارة لوحده,إنها قضية الشعب الفلسطيني,وجوده وهويته وحقوقه.
والسؤال الان من يحاكم من؟ هل اسرائيل تحاكم عزمي بشارة أم العكس؟وفي الختام,يبقى اتخاذ القرار بالعودة ومتى بيد المناضل د.عزمي بشارة.
وفي نهاية مقالي هذا,استذكر جزءا من قصيدة"يا ويل الغاب..." للاستاذ شفيق حبيب:
يا عزمي بشارة..."
ستظل منارة...
أما الديدان فلها الظلمات
وجوف الأرض
يا عزمي...!!
أنت ميادين للفكر
وأنت براكين
حضارة....
الكلمة عندك أقوى
عزما
من كل الاوغاد....
من الاصفاد....
من الاحقاد
الغدارة
انت اب الشعب السائر
فوق الحجر
نحبك نسرا فوق الشمس
وشوكة عوسج
في بلعوم ذوي العاهات البتارة....
وينهيها بقوله:
يا ويل الغاب !!
اذا انفجرت يوما احلام شرارة...