عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يومي 12 و13 أيلول / سبتمبر 2015 في تونس، مؤتمره السنوي الرابع في قضايا التحوّل الديمقراطي بعنوان: "العنف والسياسة في المجتمعات العربية المعاصرة". وقد استقبلت اللجنة العلمية التحضيرية للمؤتمر نحو 270 مقترحا بحثيا ووافقت على نحو 170 مقترحا منها، أنجز أكثر من مئة من أصحابها أوراقًا بحثية مكتملة أخضعتها اللجنة لتحكيم علمي على أيدي مختصين وخبراء في المواضيع ذات الصلة، وخلصت اللجنة العلمية إلى إقرار 45 ورقة في برنامج جلسات المؤتمر. وينتمي الباحثون المشاركون في المؤتمر إلى أقطارٍ وأجيالٍ واختصاصاتٍ مختلفة ومتنوعة، غير أنّ ما يجمع بين مشاركاتهم هو أصالة الأوراق، ومقارباتها الجديدة والمعمّقة، وجديتها العلميّة المؤكَّدة من جهة لجنة التحكيم.
سيشارك في فعاليات المؤتمر ومناقشاته عدد من الشخصيات العلمية والثقافية العربية. وبالنظر إلى عدد المشاركين، فسيتوزع المؤتمر على مسارين متوازيين. ويشتمل جدول الأعمال على سبع جلسات اختصاصية، تتوزَّع عليها المشاركات البحثية لمحاور المؤتمر الأساسية والفرعية، كما يشمل البرنامج محاضرتين مركزتين تناقشان مواضيع ذات صلة أساسية بقضايا المؤتمر. وستضم كل جلسة من جلسات المؤتمر محورين اثنين تقدم أوراقهما في الوقت نفسه، إذ يتوزع المتحدثون والمشاركون على قاعتين تخصص كل واحدة لأحد المحورين تبحث الإشكاليات المتعلقة بمواضيع مثل العنف والسياسة، العنف السياسي في السياقات العربية، نماذج وحالات في جماعات العنف، العنف والهوية، بعض مظاهر عنف الدولة، العنف السياسي في اللغة والخطاب، التسامح مقابل العنف، المرأة والشباب، وتمظهرات العنف في الفضاءات الحضرية وآثارها السياسية.
ويختتم المؤتمر أعماله يوم الأحد 13 أيلول / سبتمبر 2014، بمائدة مستديرة تفاعلية تحت عنوان " السياسة والعنف والتحول الديمقراطي: قضايا وأسئلة وإشكاليات راهنة". ويشارك فيها أكاديميون وباحثون من ذوي الاختصاص والاهتمام.
يشار إلى أن هذا المؤتمر العلمي لقضايا التحوّل الديمقراطي عُقدت منه ثلاث دورات في 2012 و2013 و2014، حول الإسلاميين وقضايا الحكم الديمقراطي، وحول المواطنة والاندماج الاجتماعي وحول المسألة الطائفية وصناعة الأقليات في المشرق العربي الكبير. وقد انطلق اختيار موضوع الدورة الرابعة بشكل مدروس في مرحلة التغيّر الاجتماعي الكبرى الجارية في أكثر من بلد عربي ودورات العنف الشديد الوتائر والمخاطر التي اختلط فيها العنف السياسي مع العنف المجتمعي والهوياتي. وهو ما يثير إشكالية العنف في عمليات التغيّر الاجتماعي الجارية. ويدفع ذلك إلى تحليل هذه العملية نفسها من زاوية دورها في تشكيل ظاهرة العنف المجتمعي والسياسي، أو المجتمعي- السياسي بأشكاله المختلفة، وذلك من ناحية أثر وتائر عملية التغيّر الاجتماعي، التدريجية والتراكمية أو المفاجئة والسريعة في أشكال العنف، وفي تغيّر الأدوار الاجتماعية والسياسية للأفراد والجماعات، وإعادة إنتاج القيم والقضايا التي تغذّي في شروط جديدة ومختلفة ظاهرة العنف، في ما يمكن وصفه بثقافة تسويغ العنف وتبريره.
واختار المركز هذا الموضوع للبحث فيه، انطلاقًا من فهمه العلاقة الضرورية بين العلوم الاجتماعية والإنسانية وقضايا التغيّر الاجتماعي، وتحفيز اشتقاقات التحليلات السوسيولوجية لعملية التغيّر الاجتماعي الكبرى الجارية من سيرورة هذه العملية نفسها، وتطوير فهم إيجابي للتغيّر الاجتماعي لا يتنافى مع المقاربة العلمية.
* للمزيد من التفاصيل زر موقع المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات.