حيفا ــ نايف زيداني
ينشغل الخبراء والكتاب الإسرائيليون في نبش ساعات الانتخاب التي استطاع فيها بنيامين نتنياهو قلب غالبية التوقعات التي تنبأت بخسارة كبيرة له ولحزب الليكود، إلى فوز كبير حصد من خلاله ثلاثين مقعداً في الكنيست الإسرائيلي.
ومن بين ما كشفت عنه صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة (20/3/2015)، أن نتنياهو عمد إلى "استثارة التطرف الديني والقومي في صفوف اليمين، لا سيما في المستوطنات الإسرائيلية والقدس"، والتلويح لقادة المستوطنين بخطر "وجودي" سيكونون في مواجهته، تقوده "حكومات خارجية ومليارات الولايات المتحدة والمكسيك وعزمي بشارة من قطر، والسلطة الفلسطينية"، إذا ما خسر هو شخصياً وكتلته في العملية الانتخابية.
وتقول الصحيفة إن نتنياهو برع في إقناع المستوطنين بهذا التحذير، وبأهميته هو شخصياً، في وقف هذه المخططات.
نتنياهو الذي يملك مهارة عالية في مخاطبة شريحة المستوطنين وإقناعهم، بحسب خبراء، أقنعها أن الإعلام ومؤسسات حول العالم تريد النيل منهم، ومن المستوطنات، ولا تستهدف "شخص" نتنياهو فقط.
وساعد الإعلام نتنياهو من حيث لا يدري في مخططاته، بتركيز الحديث عن انخفاض متوقع في عدد المقاعد التي سيحصل عليها الليكود إلى 20 مقعدا في الأيام الحاسمة قبل الانتخابات، وذهب المحللون للتأكيد أن نتنياهو في مأزق، وفي طريقه إلى الخسارة، وربما ساعد ذلك بروباغندا نتنياهو الموجهة إلى المستوطنين بشكل كبير.
وتابع نتنياهو خطته المحكمة من التحذير بشكل متتال من خسارة حكم اليمين لصالح اليسار والعرب، في يوم الانتخابات نفسه، عبر حسابه الخاص في "فيسبوك"، من أن العرب يتوجهون بكثافة إلى صناديق الاقتراع، وأن جمعيات يسارية تنقلهم بالحافلات إليها، فهو يدرك أن مثل هذه الأمور قد تكون أكثر ما يستفز المصوتين التقليديين لليمين، والذين مهما استاؤوا من أحزابهم اليمينية، يعودون إليها وينتقمون لها في لحظة الحقيقة، وهذا ما حصل فعلا.
وبحسب صحيفة "هآرتس" كانت الاستطلاعات الداخلية التي أجراها حزب "الليكود"، قبل عشرة أيام من الانتخابات، تشير إلى أن 58 في المائة من المستطلعين يرون أن نتنياهو سيشكل الحكومة القادمة، وكانت النسبة أقل من استطلاع سابق، لكن هذا لم يلبِّ رغبة نتنياهو الذي أراد تخفيض النسبة إلى 50 في المائة على الأقل، مما سيثير مخاوف المتطرفين في المعسكرين الديني والقومي.
وحصل الليكود على عدد من المقاعد، على حساب حزب "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينيت، بإقناع الناخبين أن لا وقت لمثل هذه "الألاعيب" في مثل هذه المرحلة، وأن بينيت ما زال شابا، والمستقبل أمامه، كما حصل على عدد أقل من المقاعد التي كانت متوقعة لحزب "كولانو" بزعامة موشيه كحلون، الذي حافظ على مصوتيه الشباب، لكنه فقد يوم الانتخابات من جمهور كبار السن الذين قرروا العودة والتصويت لبيتهم الأصلي "الليكود"، لإنقاذه من الخطر الداهم.
صحيفة العربي الجديد