صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات العدد الثاني عشر (ربيع 2015) من مجلة "تبيّن" الفصليّة التي تُعنى بالدراسات الفكرية والثقافية، ويرأس تحريرها الدكتور عزمي بشارة. وقد تضمّن هذا العدد جملةً من الدراسات والبحوث والمقالات المحكّمة.
يحوي العدد في باب الدراسات والأبحاث دراسة عبد الرحيم العلام، باحث في القانون الدستوري وعلم السياسة، "في غياب مفهوم الحرية السياسة عن الفكر والتجربة التاريخية للمسلمين"، وفيها تساؤل وعرض للتوجس في الفكر الإسلامي حيال مسألة الحرية من خلال تحليل نصوص واستدعاء شواهد تراثية. وتتساءل الدراسة عن حال الفكر الإسلامي الكلاسيكي حيال الحرية، وصولا للتساؤل عن الوضع الذي آلت إليه ممارسة الحرية بوجه عام والحرية السياسية بوجه خاص ضمن مجال المسلمين السياسي.
ويضمّ العدد أيضًا دراسة "الممكن والمستحيل في نظرة نيشه للعالم" تفروت لحسن، أستاذ الفلسفة بالمدرسة العليا للأساتذة، جامعة القاضي عياض، تبغي هذه الدراسة الانزياح عن الدرس المنطقي الرائج في نظرية -العوالم الممكنة-، قصد تفحص موضوع العوالم الممكنة عند نيتشه، ونقد المغمور من تصور نتيشه عن هذه العوالم، وتسعى الدراسة للتحقيق في بعض الفرضيات، ومنها: الإمكان النسبي للعالم الصادق مع أفلاطون؛ الإمكان البعيد للعالم الصادق عند الكاهن؛ الاستحالة العقلية للعالم الصادق في تصور كانط؛ الاستحالة الكلية للعالم الصادق مع الوضعية؛ أفول العالم الصادق، وأخيرًا الإمكان الجذري للعالم بعد القضاء على العوالم المتوازية - الإمكان المثالي.
ويقدّم الباحث في الفلسفة إبراهيم مجيديلة دراسته "القانون والدين في فلسفة مونتسكيو" التي ترمي إلى استكشاف إرث مونتسكيو، كأحد أهم فلاسفة الأنوار، المتسم بتنوع لافت. وترصد الدراسة منتسكيو كرجل سياسي تارة، ومؤرخ تارة ثانية، ومشرّع وقانوني تارة أخرى. وسط قناعة الباحث وافتراضه أن هذا التعدد لا يلغي وحدة فكره واتصال تأملاته؛ إذ إنه اشتغل في جميع أعماله بالبحث في القوانين المتحكمة في المجتمعات والمنظِّمة لسير ظواهر التاريخ والطبيعة، ورصد تأثيرها في حياة الناس.
وتسعى دراسة "أيّة إمكانيّة لإنتاج إسلامويّة مُتَوْنَسَة؟ دراسة في التحدّيات" للأستاذ بكلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في تونس، علي الصالح مُولَى، إلى تحصيل أمريْن: الأول فتركيبي، مسعاه أن يجمع معطيات الواقع السياسي والثقافي والدِّيني، وأن ينشئ بينها صلات ومعابر تساعد على فهم الإسلاموية في سياقها العام من ناحية، وفي إطارها المحلي التونسي من ناحية ثانية. وأمّا الثاني، فإشكالي، هدفه أن يحيط بالأسئلة التي تضع المشروع الإسلاموي التونسي أمام كتلة من التحديات الناهضة في وجهه. وتوسل البحث في سبيل ذلك بمقاربتين متضافرتين: مقاربة مُقارنية ومقاربة تاريخية نقدية.
أمّا في باب "من المكتبة"، فاحتوى العدد ترجمةً محمد سبيلا لنص فرانسواز داستور "فلسفة هيدجر". وحوى باب "المناقشات والمراجعات" بحثا موسّعا لأستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة في جامعة طنطا إبراهيم طلبه عبد الخالق، بعنوان "نقد التنوير عند أشعيا برلين". واشتمل باب مناقشات ومراجعات على عرض وتعليق لأستاذ الأدب العربي المشارك بجامعة فيلادلفيا الأردنية محمد عبيد الله في نصه "رؤية جديدة لشعر المديح عند العرب: دراسة في كتاب القصيدة والسلطة لسوزان بينكني ستيتكيفيتش". وعرضا لكتاب الروائي والفيلسوف امبرتو إيكو قدمه أستاذ السيميائيات سعيد بنكراد بعنوان "اعترافات روائي لا يشيخ".
أما لوحة الغلاف لهذا العدد واللوحات الداخلية فاختيرت من أعمال الفنانة القطرية سعاد السالمن خريجة كلية التربية الفنية بجامعة قطر، وعضو مجلس إدارة الجمعية القطرية للفنون التشكيلية. واختيرت السالم لرسم "عقلاء المجانين" للنيسابوري بمشروع "كتاب في جريدة" مع منظمة اليونسكو العدد 140، ورسمت للعديد من الدواوين والمؤلفات لشعراء وكتاب عرب.
المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات