تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

بشارة: على العرب أن يكونوا ندا للمشروع الإيراني

2015-07-19

دعا مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، عزمي بشارة، العرب إلى أن يكونوا الند للمشروع الإيراني بدلا من أن ينتظروا أن تخاطب أميركا إيران بالنيابة عنهم، وانتقد عدم وجود موقف عربي أو خليجي موحد تجاه الاتفاق الإيراني الأميركي، كما أبدى استياءه من زعزعة وحدة المجتمعات العربية.

ورد ذلك في حلقة الأحد 19/7/2015 من برنامج "حديث الثورة" التي استضافت بشارة وحاورته حول مدلولات خطاب الطرفين الأميركي والإيراني، وطرحت عليه أسئلة حول القيمة الحقيقية للاتفاق الأخير بينهما، وإسقاطاته على الدول العربية والعلاقات الدولية.

اتفاق تاريخي

في تقييمه للاتفاق النووي الإيراني، رأى بشارة أنه يعد أحد أهم الاتفاقيات في التاريخ الحديث، وشبهه باتفاق منع انتشار الأسلحة النووية الذي وقع عام 1970، وأوضح أنه وضع قيودا تمنع إيران من السيطرة على قدراتها النووية وتضع البلاد تحت الرقابة الدولية على أي مكان مشكوك فيه.

وعد هذه القيود تنازلا عن مشروع وطني سيادي هو المشروع النووي الإيراني، معتبرا أن الاتفاق مثل في أحد جوانبه خضوعا لرقابة دول أجنبية وتنازلا عن السيادة الوطنية حيث من حق فرق التفتيش الدخول لأي مرفق نووي إيراني، ولكنه بالمقابل أشار إلى أن رفع الحصار يمثل إنجازا  لإيران، واعترافا من الطرفين بفشل الوضع الذي كان قائما.

عقبات متوقعة

وحول العقبات التي قد تواجه الاتفاق، قال المفكر العربي إن المحافظين في طهران يزايدون على الاتفاق رغم أنهم تركوا الإصلاحيين "المعتدلين" ينفذونه، وتوقع أن يكون هناك صراع كبير في إيران حول تنفيذ الاتفاق، مشيرا إلى أن الطبقة الوسطى الإيرانية أكثر علمانية من النظام، ويهمها الحفاظ على مصالحها.

أما في الجانب الأميركي، فتوقع بشارة أن يواجه الاتفاق بعقبات تمثلها ثلاثة معسكرات بالكونغرس تتمثل في (معسكر ضد أوباما، ومعسكر الجمهوريين، واللوبي الإسرائيلي) أقواها الأخير، ولكن المفكر العربي توقع عدم مقدرة الكونغرس على تعطيل الاتفاق لأن تعطيله سيجبر الرئيس الأميركي باراك أوباما على استخدام حق النقض (فيتو).

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قام بكل ما في وسعه لعرقلة الاتفاق، لدرجة أنه استفز الرئيس الأميركي بزيارة الكونغرس، ولكنه لم ينجح رغم ذلك في تحقيق مسعاه.

التباكي الإسرائيلي

وحول الموقف الإسرائيلي من الاتفاق، أكد بشارة أن تل أبيب منزعجة جدا وتريد استخدامه لابتزاز الغرب عبر لعب دور الضحية، ولأنها ترى أن أي انفتاح على الغرب لا يمر عبرها هو أمر يثير جنونها، وهي الحريصة على أن تبقى جزءا من كل الاتفاقات الإقليمية بين دول المنطقة والغرب.

وتوقع أن تقدم واشنطن تعويضات لـ إسرائيل، التي تبدأ ببكائيات بعد كل قضية لتحصل على المال والسلاح، كما توقع أن يحاول أوباما إرضاء تل أبيب عبر الملف الفلسطيني أو يشدد نبرة الخطاب على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مثلا.

إيران الجارة

وفيما يتعلق بالمخاوف العربية من الاتفاق النووي الأخير، قال بشارة إنه على الصعيد الرسمي المعلن فقد عبرت كل الدول العربية عن ترحيبها بالاتفاق، على عكس إسرائيل التي أعلنت رفضها، وبدأت بسياسة التباكي ولعب دور الضحية لابتزاز واشنطن وأوروبا.

واستغرب بشارة من عدم وجود موقف عربي أو حتى خليجي موحد من الاتفاق، كما استهجن مخاوف العرب من المشروع النووي الإيراني، بينما تمتلك إسرائيل مشروعا نوويا، وتتحدى كل القرارات الدولية.

ومع أن بشارة أكد حق إيران بامتلاك مشروعها النووي، فإنه شدد على أنه ليس من حقها أن تتدخل بشؤون الدول العربية، وأن تخرب في هذه الدول، مستغلة التناقضات الطائفية، ولام بشارة الأنظمة العربية لعدم قدرتها على خلق وحدة بمجتمعاتها تجمع كل الطوائف فيها، كما شدد على أن مواجهة طهران تكون بتشكيل مشروع عربي "ند" للمشروع الإيراني، ويمنعها من التلاعب بمصير دول المنطقة.

وقال أيضا إن العرب يجب أن يكونوا أكثر ثقة بأنفسهم، وأن يتحدثوا مباشرة مع طهران، وألا ينتظروا من واشنطن التحدث نيابة عنهم، مؤكدا أن أميركا بدأت تتعامل مع العرب على أساس التقسيم الطائفي، وأن أوباما لم يخف إعجابه بما وصلت له الدولة الإيرانية، مقابل استيائه من تردي حال العرب.

وفي رأي بشارة، فإن قوة طهران وامتلاكها لمشروعها الخاص أجبر واشنطن على التحاور معها، وتقديم تنازلات في بعض القضايا، بينما لا ترى في العرب سوى مستهلك لشراء أسلحتها.

aljazeera.net