تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الحوار دليل الحائرين

2006-06-01

من كل التقارير الإحتفالية عن زيارة أولمرت في بيته الثاني، واشنطن، ومن كل الهتافات التي سمعها في الكونجرس علق بالبال التعب أن الكونجرس لم يتحمس عندما امتدح أولمرت فلسطينيين، أو أعلن تعاطف الوصي الكولونيالي الكاذب والبروتوكولي والمغرور مع "معاناتهم الناجمة عن سياسات قيادتهم". ففي عرف الكونجرس لا حاجة حتى لهذا الطقس التعاطفي الكاذب، فهم يحاصرون لكي يعانوا. هكذا يتم إرهاب المدنيين الفلسطينيين للتخلي عن سياسييهم، سياسيي "الإرهاب". وهذه سياسة إمبريالية مشروعة من أجلها استحقت إسرائيل تحية الكونجرس، ولا حاجة في نظر الأخير لتعاطف الجلاد مع الضحية، ولكن الكونجرس معذور في عدم تجاوبه فهو لا يعرف الآلية النفسية الإسرائيلية الشهيرة: " يطلقون النار ويبكون"، ولا نفسية: " لن نغفر لهم لأنهم جعلونا نجوعهم أو نقتلهم..." ولا يعرفون أن هذه الآلية في التبرير النفسي والثقافي تأكل الأخضر واليابس من المآزق المنطقية والأخلاقية التي تعترض طريقها.
 

الأمر الثاني الذي علق ببالي هو تقرير "يديعوت أحرونوت" من يوم الجمعة 26 ايار\ مايو 2006 عن محبة بوش المزعومة لفايسجلاس مستشار شارون السياسي، ومحبته الأعظم للنكات والطرف عن الفلسطينيين على ذمة الصحفيين المتحمسين لهذا الـ"خوش بوش" الإسرائيلي الأميركي. لقد قهقه بوش طويلا لقصص فايسجلاس عن مسؤول فلسطيني يتصل به ليحتج على بناء قطعة جديدة من "جدار الأبرتهايد"، عبارة تستخدم في الصحيفة بسخرية، ثم وبعد أن يؤدي ضريبته الكلامية يذكره بأنه لم يقبض حتى الآن دفعات عن الأعمال التي قامت بها شركاته أو شركات مقربة له عن قطاعات أخرى من الجدار. يقهقه بوش طويلا على حد وصف "يديعوت أحرونوت". إنه يُحسَد على روح الدعابة و"السبورت" التي يتمتع بها. نعرف أنها طرفة كاذبة، كذب إسرائيلي نموذجي. ولكن المحزن أن هنالك من جعل من هذا الشعب البطل الرازح تحت الجدار ونقاط التفتيش موضوعا للنكات بين تفهاء وسفهاء وبلهاء السياسيين. وربما كان غضب مماثل عند الآلاف من أبناء الشعب الأسير على هذا المصير وعلى هذه السمعة وعلى المسؤولين عنها من عناصر نتائج الانتخابات الفلسطينية.
 

المهم أن من انتظر نتائج الحصار الدولي على الحكومة والمجتمع وعلى جهاز الموظفين، من لم يحاول حتى أن يقنع الأوروبيين بوقف الحصار غير المضطرين له، أولئك الذين خلقوا لدى المسؤولين الأوروبيين انطباعا أنه على الشعب الفلسطيني أن يندم على قراره في الإنتخابات يساهمون في تكريس هذه السمعة. وهذه في النهاية مسألة أخلاقية. 
 

الحوار مهم دائما، إنه مخرج من كافة المآزق. وعندما تصل الأمور إلى طريق مسدود لا حسم فيه، ونقف على حافة الصدام الداخلي نقول: " الحل هو الحوار". وكما يقال لتجنب التعبير عن الرأي الصريح بشخص عبر عبارة عامة مثل: "كل الناس خير وبركة"، نقول: كل الحوارات خير وبركة. والحقيقة أن الحوار، خاصة بين الخصوم السياسيين قد يكون مجرد أداة لكسب الوقت، أو لتجنب صراع دموي بانتظار تحركات محلية وتحالفات تجري وراء الكواليس تحسم الصراعات، او بانتظار تطورات "أمام الكواليس" ليست في يد المتحاورين: مثل ما سوف تنتهي إليه السياسة الأميركية في لبنان وإيران، ومدى جدية إسرائيل في تهديداتها المتكررة للمقاومة الللبنانية...وغيرها والله أعلم.
 

أما على الساحة الفلسطينية فللحوار أساس موضوعي أن ينجح كأداة في فض الخصومة، وذلك بالرجوع إلى مصالح مشتركة للشعب على اختلاف مكوناته تحت الاحتلال. والعامل المقرر هو نوع الإجابة على السؤال فيما إذا كانت القوى المتحاورة تعي المصلحة المشتركة أم لا، وتريدها أم لا، أي تترجمها في مواقفها أم تترجم مصالح أخرى ارتبطت بها كنخب سياسية مستقلة إلى حد ما عن واقع جماهيرها. الإرادة وحسن النوايا كافية لإنجاح الحوار في حالة الشعب الواقع تحت الاحتلال، ولا دواء، ولا علاج سحري لغياب الإرادة وسوء النوايا.
 

لقد تأخر الحوار الفلسطيني الفلسطيني، وقد استحق منذ بداية الانتفاضة الثانية وما أفرزته. وكنا في حينه نقول إن هدفه يجب أن يكون التوصل إلى استراتيجية موحدة في السياسة والمقاومة، بحيث يتم الإتفاق على ثوابت سياسية لا يمكن التنازل عنها في المفاوضات فكم بالحري قبل التفاوض، وقيادة وطنية موحدة تجمع بين القاعدة السياسية المشتركة والإتفاق على ما هو شرعي وما هو غير شرعي في المقاومة من منظور المصلحة الوطنية الفلسطينية في مرحلة تحرر وطني، وهي نفسها التي تجمع الناس في قيادة موحدة. ولكن لغة التحرر الوطني لغة تاريخية مرتبطة كما يبدو ببنية أخرى سابقة للعالم الذي نعيش فيه.
 

التيار الرئيسي في حركة التحرر الوطني الفلسطينية قبل على مضض ببنية كيان سياسي في الطريق إلى الدولة، لا هو دولة ولا هو حركة تحرر وطني، ثم طور مصالح تربطه بها. يحاول هو الاستفادة من الغموض بالظهور مرة كدولة للاستفادة من ميزات قيادة دولة، ومرة كحركة تحرر عندما يتساءل الناس لماذا تزداد وطأة الاحتلال، ولماذا تسوء أحوالهم وتقيد إسرائيل حركتهم الشخصية الفردية أكثر مما في عهد الاحتلال المباشر، رغم شدة الخلاف على السلطة والوزارات والتوظيفات، ورغم وفرة الناطقين وغزارة الألقاب وكثرة المديرين العامين، حتى غدا البواب مديرا عاما للباب ليرضى بوظيفته! أما إسرائيل وأميركا ومن يعمل على خدمتهما والسهر على مصالحهما في منطقة الشرق الأوسط أوروبيا فحاولتا استغلال هذه الازدواجية لفرض واجبات الدولة على هذا الكيان من جهة، وحرمانه من مزايا وحقوق الدولة من جهة أخرى. 
 

في هذه البنية المسماة اتفاقيات أوسلو، ضاعت قضايا جوهرية قبل البدء بالتفاوض عليها بمقايضتها مع اعتراف المحتلين بقيادة حركة تحرر وطني دون أن تحقق أهدافها. وأصبحت قيادة الكيان الوليد حرفيا رهينة اعتراف المحتلين بها كشريك تفاوضي في عملية لا تنتهي. ولكن منطقها مثابر ومسماها لا يتبدل باختلاف تسمياته. إنه منطق مقايضة الحقوق بالسياسة بدل أن تمثل السياسة الحقوق، مقايضة القضايا بالدولة بدل أن تكون الدولة حلا للقضايا، منطق التخلي عن الثوابت قبل بدء التفاوض. ضاع الهدف الرئيسي من هذا كله. وأصبحت سلطة تبرر وجودها ومصالحها ذاتها، واحتلال يطلب منها القيام بمهامه الأمنية وتخليصه من عبء واجباته تجاه السكان. لقد خسر هذا التيار الانتخابات الفلسطينية.
 

وبعد أن خسر عاد للحديث عن م. ت. ف. وضرورة إحيائها، بعد أن كان ذكرها يثير السخرية على نفس الشفاه. ولا نعتقد أن في هذا الإحياء عودة لخطاب التحرر الوطني، ليته كان كذلك. 
 

أما التيار المعارض الرئيسي فقد تمسك بخيار المقاومة ضد التسوية، ولم يتبن أصلا خطاب التحرر. ونحن نذكِّر من لا يذكر أن خطاب التحرر الوطني يتضمن أكثر من العنصر الجوهري في التعامل مع الاحتلال ألا وهو مقاومة الاحتلال، إذ يتضمن عنصر التحرر الذي يجعلها أداة للانتصار على الظلم والتعسف بهدف تحرير الإنسان خلال عملية تحرير الأرض. في الحالتين ضاع منطق حركة التحرر.
 

ربح هذا التيار الانتخابات، لإدارة سلطة عارض وجودها ولا يلتزم رسميا باتفاقياتها، التي ربح الانتخابات ضدها. وكان من المفضل أن تبقى قوة برلمانية عنوانا سياسيا منتخبا عنه، وأكثرية تراقب سلطة تضبطها ولا تديرها، إلا إذا تمكنت من تشكيل حكومة وحدة. اما وقد شكلت الحكومة وانطلقت فإن إفشالها هو كارثة تزيل عقبة أخيرة من السلطة أمام القبول بما رفضه عرفات في كامب ديفيد، وبدء صراع خارج السلطة لا ينتهي بافتراض أن هذا التيار لا يقبل بالإفشال ولا يفترض أن يتوقع أحد أن يسلم به.
 

وإذا لم تحل روح حركة التحرر حلولا في الذوات الفاعلة، وإذا لم يتم التعرف إليها من خلال "علم" صوفي تختلط فيه المعرفة بالحب، وإذا لم تشرق حقيقة التحرر إشراقا على حلقة المتحاورين كأنه حلقة مريدين، وهذه ليست مما يأخذه العقَّال بالحسبان عند التوقع، فعلام إذا يستند الحوار الحالي وما المصلحة فيه؟
 

بتأخره تأخر الحوار أيضا على الأهداف الأصلية التي افترضناها له. فالجدل السياسي الحالي مثلا حول مواقف حماس والبرنامج السياسي المشترك هي قضايا هامة دائما، ولكن الإتفاق عليها حاليا خلافا لما يدعيه عامي ايلون، رئيس "الشاباك" السابق، لا تؤثر على خطط إسرائيل الأحادية الجانب. وهي ليست هدف الحوار الرئيسي. فبرأينا، وقد عبرنا عن هذا الرأي في السابق، تخطط إسرائيل منذ أكثر من عام لفك ارتباط في الضفة الغربية بموجب تصورها هي لضرورة فرض الحدود الدائمة من طرف واحد يتبعه ضم أراض لإسرائيل فيما بعد. والأهم من ذلك أن الولايات المتحدة وافقت على هذه الخطوة في الضفة الغربية منذ نصف عام، وكانت بشائر الموافقة على التصور الإسرائيلي للحل الدائم قد تضمنتها رسالة الضمانات من بوش إلى شارون من نيسان 2004 عشية فك الارتباط في غزة.
 

مفيد ان يوضع برنامج سياسي تلتزم حماس به. فمثل هذا البرنامج يلزم أيضا من اجتهد وتنازل في السابق عن بعض عناصره دون تكليف من الشعب الفلسطيني ودون نتائج. هذا مفيد، رغم أنه لا علاقة له بما تنوي إسرائيل أن تفعل. وتأكيد بعض عناصر اليسار الصهيوني على العكس هو إما سذاجة غير مستبعدة أو استدراج اقل استبعادا لتنازلات فلسطينية من طرف واحد، هذه المرة من طرف حكومة فلسطينية جديدة، تنازلات لا علاقة لها بالمفاوضات. لقد اعتقدنا دائما أنه على حماس أن تطرح برنامجا سياسيا للمقاومة، وأن تنضم إلى منظمة التحرير. ولكن أن يضغط على حماس لتبني مبادرة السلام العربية أولئك الذين تخلوا عنها بعد أسبوعين من إطلاقها في بيروت لصالح إقناع الولايات المتحدة الخروج بمبادرة، تمخضت عن خارطة الطريق التي لم تقبلها أيضا إسرائيل، وأن يضغط على حماس بشأن م. ت.ف. أولئك الذين عملوا جاهدين لتهميشها وتفكيكها فهذا من باب قول الحق الذي يراد به باطل.
 

ما يستحق أن يدور الحوار من أجله هو ما يلي:
 

- كيفية الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار المجلس التشريعي، وحكومة وحدة وطنية، وفي إعادة بناء م. ت. ف. كإطار يشمل أيضا فلسطينيي الشتات. هذه مسألة وجودية للصمود ولمنع الصدام الداخلي.
 

-  المقاومة الموحدة والرفض الموحد للخطوات الإسرائيلية من طرف واحد، وتنظيم الحملة الفلسطينية الموحدة ضد ممارسات الإحتلال مثل الجدار وتحديد حركة المواطنين، وتوسيع الاستيطان في منطقة القدس. في الماضي القريب لم يغير من مخططات إسرائيل وجود أنصار للتسوية بأقل من البرنامج المقترح حاليا على رأس صنع القرار في السلطة الفلسطينية. يجب أن يقبل البرنامج فهو خطوة إلى الأمام من ناحية إلزام كافة القوى الفلسطينية بثوابت على الأقل. ولكن مقابل البرنامج السياسي الذي يجب أن يقبل، والذي لا يعني قبوله شيئا لإسرائيل ولا يغير من مخططاتها يجب أن يتم الإتفاق على أمر ذي علاقة بالتطورات الفعلية الجارية. والتطورات هي الخطوات الإسرائيلية من طرف واحد، ويجب الاتفاق على مبدأ وعلى نهح مقاومتها. المقاومة ليست كلمة توضع لإرضاء طرف بحيث يصبح ممكنا تخريج اتفاق مكتوب للخروج من الحوار بشيء ما. المقاومة نهج في رفض إرادة الإحتلال وإملاءاته، وفي عدم التعود عليه، في رفض تطبيعه.
 

-  كيفية إدارة شؤون الشعب الفلسطيني المعيشية، مع الأخذ بعين الإعتبار أنه لا توجد تسوية سياسية على الأبواب. وهذا يتطلب تخليا كاملا عن الرهان على إفشال الحكومة الفلسطينية عبر الحصار. فرهان أي قوة سياسية فلسطينية على إفشال الحكومة الفلسطينية، وانصياع أي طرف سياسي فلسطيني آخر لأفكار أوروبية أو أميركية بشأن مشاركته أم عدم مشاركته في الحكومة يحول الحوار إلى حوار طرشان، لأنه يخرج عن القاعدة الوطنية المشتركة. والهدف المدعى للحوار هو أن ينجح، لا أن يقطف الأميركيون والإسرائيليون ثمار الحصار في الحوار.
 

في ظروف اعتبار البعض أن لا مصلحة لهم في وقف الحصار وبحثهم فجأة عن سند شعبي فقدوه سابقا في شكوى الناس من الحصار، في ظروف قيام ساسة في دول ذات سيادة بخطوات لا يقتنعون بها، وفي ظروف فرض الحصار على حكومة منتخبة دون قرار دولي بفرض الحصار، كاجتهاد في السياسة الأميركية ينفذ كأنه إملاء دون أن يقتنع به أحد، يصعب ان يكون للكلام في السياسة معنى. هل تقول للأوروبيين أنه من مصلحة حوض البحر المتوسط كله أن يتم الاتصال والحوار مع حكومة فلسطينية يقودها تيار إسلامي لا أحد يستطيع أن يزاود عليه بين التيارات الإسلامية الأخرى في المنطقة العربية، وأن هذه فرصة لإصلاح خطابه وممارسته على الأقل اجتماعيا إذا أخذ فرصته؟ إنهم يعرفون ذلك دون أن يقال لهم، ويتصرفون بعكس قناعتهم. هل تقول للعرب والأوروبيين انه إذا أفشلت الحكومة الفلسطينية فلن تخرج حماس إلى التقاعد وسوف يحصل أمر فظيع يمنع حتى الوديع بين السذج أن يستنكر عملياتها التي سوف تواصلها بحدة أكبر وبشكل مبرر في المستقبل بعد أن أفشلت في مهامها السياسية كحكومة فلسطينية منتخبة بأكثرية تشريعية؟ كل ما يحتاجه المرء ليتوقع ما سيحصل إذا كان يحمل رأسا على كتفيه لا بطيخة صيفية هو أن يفكر خطوة واحدة ما بعد الإفشال. لماذا الكلام إذا كان ما في يعتمل في النفوس غير ما يحرك الشفاه، وما يرسم في القلوب غير ما يرتسم على الوجوه؟ ولا يدخل كل هذا في إطار تحقيق المصالح والتكتيك من أجل البقاء وغيرها من براغماتيات السياسة، بل يدخل في إطار الأزمة الأخلاقية والإنحلال الأخلاقي الذي لم يترك خطا أحمر ولا مسلمة ولا قاعا. عدنا إذا للمأزق الأخلاقي.
 

يجب العمل لإنجاح الحوار من أجل كسر الحصار والإستمرار في المقاومة، ومن أجل وضع خطوات مشتركة لمواجهة السجان. ولا مهرب إلى استفتاء من طرف واحد، فالإستفتاء يلزمه قانون ينظمه، والقانون يحتاج أن يسنه المجلس التشريعي، ولا مجال لحسم الأمور بهذا الشكل دون صدام، ولهذا أصلا يوجد حوار. وقد يطرح الحوار للاستفتاء ما نجح بالتوصل إليه، مثل الإتفاق على وثيقة السجناء. هكذا أفهم الإستفتاء، ولا أفهمه كحصاد لنتائج الحصار الدولي على الحكومة الفلسطينية. 

تتصرف إسرائيل في هذه الأثناء بلا حسيب ولا رقيب. وهي تعيد أبناء هذه البلاد العائدين إليها صيفا من المطارات على أعقابهم، وتقلل عدد سكان القدس العرب، وتبني الجدار بتسارع أكبر وتغير على المدن والقرى الفلسطينية كالعصابات. وبدل أن يكون الرأي العام العالمي مستنفرا إلى جانب هذا الشعب ضد الإحتلال يتم تجنيده ضد خيارات شعب تمخضت عنها انتخابات رغم الإحتلال.