تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البؤس الإجتماعي وبؤس الهويات

2005-11-09

أفاقت باريس على إحتجاجات عنيفة يرافقها تخريب لممتلكات الجيران ومدارسهم، أعمال عنف، ما لبثت أن سميت أعمال شغب ثم، صدق أو لا تصدق، "إنتفاضة"؟ ثم دار نقاش هل تصح التسمية، وتعليل عدم صحة التسمية أقبح من ذنب التسمية ذاتها: قسم كبير من الشباب الذين يقومون بهذه الأعمال ليسوا مسلمين وليس للإحتجاج أهداف سياسية!! لا حاجة لولوج نقاش حول هذا التصور العميق للإنتفاضة الفلسطينية على أنها أعمال شغب يقوم بها شباب مسلمون يحرقون ويكسرون لأهداف سياسية. ولكن حقيقة أن صحفا جدية في أوروبا أوردت هذه الحجج والحجج المضادة تدل على حجم المصيبة. ليس فقط غباء وجهل في تصور الإنتفاضة، بل أيضا في تصوير ما يجري في بلادهم" لم يعد يستحق حتى أن يثير الأعصاب السماع عن مسؤولين عرب حرصوا على الإتصال لإبداء القلق إزاء ما يجري في فرنسا وللتعبير عن إستعدادهم للمساعدة في تهدئة الخواطر إذا لزم، وكأن لديهم ما يساعدون به. يتحدثون وكأن لهم حظوة عند عصابات أحياء ومجموعات حارات من هؤلاء الفتية الذين هرب آباؤهم من دول هؤلاء المسؤولين، ويعيش أترابهم في أحزمة فقر مخيفة حول عواصمهم أيضا وفي ضواحيها. صحيح أن هؤلاء الشباب لا ينتمون لأضواء المدينة، لا لأحيائها الغنية، ولا لأحيائها التي كانت شعبية فأصبحت عنوانا لرواد المقاهي والجاليريات والتقليعات، ولا لأزقتها التي أصبحت محجاً للشباب من أبناء جيلهم من كافة أنحاء العالم، صحيح أنهم لا ينتمون لحياتها الثقافية، ولا لمناطقها السياحية، ولكنهم لا ينتمون أيضا إلى تلك البلاد التي خلفها آباؤهم وراءهم شمال الصحراء أو جنوبها، وهم بالتأكيد لا ينتمون لهؤلاء المسؤولين العرب الذين يشعرون بالحرج من هوية المشاغبين أمام باريس التي يحبون أن يقضوا فيها وقتا ممتعا.
 

نوعان من الشخصيات في العالم العربي تصر على مساعدة لم يطلبها أحد، وأكاد أجزم أنه لا توازيها شخصيات في دول المهاجرين الأخرى أفريقية كانت أو أوروبية شرقية. لا يوجد في أيامنا زعامات دول غير عربية تحمل طموحات مجبولة بعقد نقص ورغبة كهذه في إثارة إعجاب شيراك في أيام ال"بونلوي" أو بوش في أيام لويزيانا. والجميع يدعو إلى الهدوء. ونحن أيضا طبعا ندعو إلى الهدوء، ولم لا، ولكن بأية صفة ؟ زعماء يريدون أن "يبيضوا وجوههم" حرفياً لكي يبدوا عقلانيين وحريصين على الإستقرار في الدول الكبرى، وقيادات إسلامية تريد أن تتحول إلى عنوان للاعتدال في الغرب فتأخذ ما ليس لها مصادرة هوية هؤلاء الشباب المركبة بل حتى المشوهة أحيانا لكي تفرض عليهم هوية إسلامية متجانسة من صنع خيالهم تتحول إلى رأس مال سياسي، وتحولها هي إلى ممثلة عالمية لهؤلاء الشباب. تطرح على "الغرب" أن يختار بين الحرق والتخريب وانزلاق الشباب إلى الجريمة أو الراديكالية الدينية السياسية وبين نوع من "الإسلام المعتدل"، كائن جديد يفرض عليهم كهوية، ولو تتطلب ذلك أن تتنازل فرنسا مثلاً عن تصورها للإندماج. فهي بذلك توفر على ذاتها وجع رأس إذ تحشر أبناء المهاجرين في "جيتوات"، ولكنها ستكون "جيتوات" منضبطة ذات هوية، ويكون للسلطات الفرنسية عنوان تتوجه إليه في الأزمات مشكل من ممثلي هذه الهوية.
 

هذه محاولة مفضوحة لفرض هويات، ولصنع هويات تخدم مصالح سياسية محددة. يساهم هذا النوع من التدخل الذي أوردنا عنه أمثلة قليلة فقط في تثبيت صورة الصراع كأنه صراع هويات وثقافات في ذهن الفرنسيين.
 

وعلى كل حال لم تقصِّر فرنسا الإندماجية ذاتها في صنع هويات للشباب، فهي أصرت في النظرية على الحرية والمساواة والإخاء وذلك بصيغة إندماجية تفرض الثقافة الفرنسية كثقافة متجانسة لا تعترف بالإختلاف، وتحول العلمانية ذاتها إلى دين. وقد شهدناها مؤخراً تفرض بحماسة علمانية حتى الحرية من الحجاب. وفرض الحرية هو ليس التناقض الوحيد الذي يتمخض في النهاية عن نتيجة مفادها أن ما فرض لم يكن حرية، وما نتج ليس مواطنة متجانسة. فخارج مسألة الحقوق المدنية، حيث يصح استخدام مصطلح الحرية، تتحول "الحرية" في المجتمع الإستهلاكي إلى عبودية لنمط حياة إستهلاكية من نوع محدد جدا، ونمط الحياة هذا يتحول بدوره إلى هوية تدعي أنها كونية، ولكنها أكثر جزئية ومحلية مما يتصور المتباهون بها. والمساواة أمام القانون، وهي هامة بالذات لأنها شكلية، أفرزت تمييزاً إجتماعياً وعنصرياً مس حتى بالمساواة أمام القانون ذاته، خاصة في ممارسات أدوات تطبيق القانون من شرطة ومحاكم. أما الإخاء فلا يبدو وثيق الأواصر مزدهراً بين باريس وأخواتها في الضواحي.
 

ورغم شعارات المواطنة الإندماجية، ومفهوم الأمة القائم على المواطنة، فإن الفوارق الإجتماعية والإقتصادية والثقافية، والعنصرية ضد من لا يبدو فرنسيا حددت الفرنسية في النهاية بأقل من المواطنة، واضعة حدود هوية ثقافية تقصي ملايين المواطنين. ولكن الإقصاء غير الرسمي طبعاً أكثر تركيباً وتعقيداً، فهو لا يكتفي ولا يقبل أن يكون مجرد عملية نبذ، بل يجهز العدة الثقافية والإجتماعية لجعل من تم إقصاؤه يتباهى بإنجازات، وبتسلق إلى القمة تسللا عبر سلالم الرياضة وال"ستاند اب كوميدي"، وفرق الغناء وببعض النجوم والسياسيين الذين يعبرون عن الإندماج في المواطنة الديمقراطية، ولكنهم غالبا ما يجدون أنفسهم يمثلون أو يلعبون دور ممثلي هوية. يلعبونها برغبتهم عندما يريدون استخدامها كتهمة بالعنصرية ضد من يعيق تقدمهم، ومن قبل آخرين عندما تستخدم الهوية للإنتقاص من حاملها سلبا بالهمس وبالعلن. ولماذا على شاب من أصل عربي أن يفاخر بإنجازات لاعب كرة من أصل عربي؟ أليست هذه قواعد لعبة إجتماعية تفرض سياسة هوية من نوع معين؟ الفرق هو فقط أنها سياسة هوية مقبولة تعطي الحق بالمفاخرة دون مساواة، وهي قادرة على احتواء الهويات في آفاق غير مهددة للإستقرار الإجتماعي من نوع ملاعب كرة القدم أو استهلاك الإختلاف في صناعة الإستعراض على أنواعه والتسلية.
 

وصلت سياسة الهوية حد العبث في أيامنا في الولايات المتحدة تحديدا إذ تقدم كوندوليسا رايس للأمريكيين الأفارقة في لويزيانا لتصلي معهم في الكنيسة كتعويض عن شعورهم بالغبن، ويتوقع النظام منهم أن يفاخروا بها لأنها بلون بشرتهم بغض النظر عن تبنيهم لسياستها. أما روزا باركس فتصادر ليحتفي بها النظام القائم في حين أنه من المبرر للأمريكيين الأفارقة الإحتفاء بها بالذات على مستوى الهوية بمعناها الحصري، أي بمعنى دفاعها عن الهوية ليس كإنجاز ولا كنوع من العنصرية، بل ضد العنصرية التي حطت من قدر أصحاب لون بشرة بعينها.
 

لقد علمنا الفرنسيون بالممارسة أن النموذج الفرنسي القائم على الإندماج لا يعني فقط التجرد من الهويات غير الفرنسية وقبول كل من تفرنس، بل يعني أيضا أنه ليس كل إنسان قادر على التفرنس الكامل، وأن الإندماج قد يعني الإحتفاظ بهويات "غير مضرة" في كرة القدم والكوميديا والسياسة الإحتوائية والتخلي عن أخرى تضر بالتجانس. وتعني عندما يلزم عدم التمسك بالتجانس ومنح الفقير هوية مختلفة يرتاح في داخلها من ناحية، ولا يهدد نمط حياة التيار المركزي في المجتمع ولا يشعره بعدم الأمان من ناحية أخرى. وهي قبل كل شيء تعني عدم رؤية ما هو مختلف طالما حشر في "جيتوات" وضواحي تعج بالعاطلين عن العمل بنسب تصل إلى ثلاثين بالمائة خارج المدن الفرنسية الكبرى، خارج مجال النظر.
 

وفعلا نجد أن خصم أبناء المهاجرين من شباب الضواحي وزير الداخلية نكولا سركوزي بالذات ليس مجرد داعية للإندماج بل هو مستعد أن يتسامح النظام مع بعض الفروق والإبقاء عليها، وهو تسامح إقصائي لمنع اندماج بعض العناصر المهاجرة. وفي نفور سركوزي من دمج البعض من ناحية، وفي مواقفه المتشددة باستخدام العنف في مكافحة الجريمة وعالم الجنايات الصغيرة والجنوح في الضواحي من ناحية أخرى تعبير عما يدور في خلد طبقته الإجتماعية أكثر مما يعبر شيراك. والفرنسيون يفكرون مثله ومثل شيراك، ولكنه يقول ما لا يقوله الأخير. إنه فتى كوابيس شيراك الذي يقول ما يحاول الأخير إخفاءه بأناقة.
 

وقاحته وقاحة الشاب العصامي الحاقد على والده المهاجر الذي هجر أمه الفرنسية الناجحة التي احتضنت الوالد المهاجر من هنغاريا، وتغري سيرته الذاتية بتحليل تعاطفه مع أمه ضد والده المهاجر الذي احتضنته وهجرها، أو عقد نقص وحسرة ونزعة إنتقام ورغبة في الإنتماء إلى التيار المركزي في المجتمع الفرنسي ورثها من أب هنغاري من عائلة نبلاء فقيرة هرب من الإحتلال الشيوعي إلى فرنسا عام 1944 وليس من الإحتلال النازي. قد يخطر بالبال ألف تحليل إذا اطلع المرء على سيرة الرجل وطموحه الجامح وغضبه ورغبته أن يستثمر في طموحه السياسي ناخبين مؤيدين لسيادة القانون ولهوية فرنسية قوية وصلبة ضد الهوامش الفقيرة من المهاجرين. كان شيراك يجتذب هؤلاء الفرنسيين دون أن يضطر لاستخدام تعابير خصمه ووزيره العاق والناجح. ولكن كاتب هذه المقالة يعترض على هذه المغريات المنهجية، فليس هذا هو الأساس. 
 

الأساس هو أن النظام الاجتماعي السياسي السائد يفرز من أمثال سركوزي وشيراك ودوفيليبان من يدعون أن الطريق هو إما طريقهم أو سيطرة عصابات المخدرات والإسلام الراديكالي. وفي ذلك إستيراد لتقسيم بوش للعالم إلى داخل المجتمعات الغربية: إما معنا أو ضدنا. ولذلك أيضا يتصل الزعماء العرب كإستمرار للإجابة على نفس السؤال الذي طرحه بوش: معكم في الداخل والخارج ضد نفس العدو المفترض.
 

الأساس أنه يتم تجاهل أن العنف وأعمال التخريب هي ظاهرة مجتمعات مهاجرين مهمشة فقدت هرميتها التقليدية وفقدت بنيتها التقليدية ومرجعيتها، فقدت مثلاً سلطة الوالد العاطل عن العمل وبات يجسد حالة ضحية التهميش، مجتمعات مهاجرين بوعي لحاجات مجتمع إستهلاكي مع إحباطات وجوده على هوامش مجتمع رأسمالي إستهلاكي متقدم وفي مجتمع جماهيري مزدحم بالعنف والصراع على مجال الحياة. لا علاقة هنا للإسلام ولا لهوية أهل هؤلاء الشباب الإسلامية أو العربية بعينها. حتى لو تضامنوا مع هذه الهوية، وحتى لو اجتمعوا في الجوامع، فلو كانوا غير مسلمين لاستخدموا هويتهم ومراكزهم الدينية بنفس الأسلوب.
 

أفاقت باريس على إحتجاجات عنيفة يرافقها تخريب لممتلكات الجيران ومدارسهم، أعمال عنف، ما لبثت أن سميت أعمال شغب ثم، صدق أو لا تصدق، "إنتفاضة"؟ ثم دار نقاش هل تصح التسمية، وتعليل عدم صحة التسمية أقبح من ذنب التسمية ذاتها: قسم كبير من الشباب الذين يقومون بهذه الأعمال ليسوا مسلمين وليس للإحتجاج أهداف سياسية!! لا حاجة لولوج نقاش حول هذا التصور العميق للإنتفاضة الفلسطينية على أنها أعمال شغب يقوم بها شباب مسلمون يحرقون ويكسرون لأهداف سياسية. ولكن حقيقة أن صحفا جدية في أوروبا أوردت هذه الحجج والحجج المضادة تدل على حجم المصيبة. ليس فقط غباء وجهل في تصور الإنتفاضة، بل أيضا في تصوير ما يجري في بلادهم.

لا تنفك وسائل الإعلام تبحث عن ظواهر بعيدة لتستخدمها أداة توضيح لتصوير الوضع الجاري في بلادها، مع أن الظواهر المستخدمة كأدوات توضيحية ويفترض أنها تصور الوضع هي أيضا غير مفهومة للمشاهدين أو القراء. والنتيجة أنها تستخدم للتخويف. وأعمال الشغب في باريس تستخدم بدورها أيضا دون أن تدري للتخويف من الإنتفاضة ومن الإسلام ومن العرب، والعرب والإسلام والإنتفاضة تتحول كلها إلى كتلة غامضة لا يظهر منها سوى شباب يرمون الحجارة خلف سحاب من الغاز المسيل للدموع ويلعبون مع الشرطة ورصاصها المطاطي لعبة القط والفأر. لا معرفة، ولا تقريب للأذهان، بل مجموعة إنطباعات لا تقدم في موقف أحد وآرائه المسبقة، بل تزيدها حدة. وطبعا تتوالى الردود المطمئنة أن فرنسا لم تصل بعد إلى ذلك. وتصل أكثر محاولات الفهم اإفتاحا في مقابلات مع شاب لتلو الآخر تروي بالدراما خلفيته الإجتماعية التي أوصلته إلى التضامن مع شبان من جيله قائلا أنكم لن تنتبهوا إلينا لولا الحرائق التي نشعلها.
 

هذا هو قدرنا المتكرر مع الإعلام عند كل موجة عنف بنيوية يهتز لها النظام القائم. هذا هو طبع الإعلام وهذا هو طريقه.
 

منذ ما جرى من أيام رودني كنج عام 1991 في لوس أنجلس إلى أيام الضواحي الباريسية، وما سوف يجري في غيرها بالضرورة البنيوية هو وضع سياسي واقتصادي داخلي، لا إنتفاضة ولا غيرها. وهو ليس صراع حضارات ولا ثقافات ولا غيرها. فلا المسلمين ولا الأفارقة الآخرين يمثلون ثقافات من خارج فرنسا، إنهم مسلمون فرنسيون، وأفارقة فرنسيون. لقد جرت محاولات بائسة في الصحافة الصفراء وغيرها لربط الموضوع مع القاعدة. ولم يعدم المشهد صحيفة عربية واحدة على الأقل أكدت وجود أدلة حول تورط سوريا وإيران وحزب الله بالموضوع. ليت ذلك كان صحيحا يقول صديق لي ضاحكاً، فلو كان لدى أميركا وفرنسا القدرة على استثارة أعمال من هذا النوع في دمشق وطهران لاستثارتها...لقد تم تهميش القضية الإجتماعية إلى الضواحي وتحولت من قضية طبقية إلى قضية هوية ومهاجرين، طمست مسألة الهوية والكرامة والإعتراف والإحترام وغيره من التعابير التي يكثر الخبراء من إستخدامها في هذه الأيام مسألة الظلم الإجتماعي والتهميش وشح الفرص والفجوة التعليمية والبطالة والفجوة في الدخل والعنصرية. ويفترض أن هذه هي القضايا لو لم يكن هؤلاء أبناء مهاجرين من مستعمرات سابقة ودول عالم ثالث.
 

وقد كان المهمشون مرة محليين تماما. ومنذ تلك الفترة تطور المجتمع الرأسمالي إلى مرحلة تاريخية جديدة. دخل عمال أجانب بدل العمال المحليين وخفت حدة الإستقطاب الإجتماعي المحلي بتوسع الطبقة الوسطى وتغيرت بنية القوى العاملة وتطور المجتمع الإستهلاكي. وبقي العمال الأجانب يقومون بأعمال لا يقوم بها المحليون، فهمشوا مرتين إجتماعياً على المستوى الطبقي وعلى مستوى انتمائهم، الذي أصبح يسمى مستوى الهوية. الهويات تصنع وتتشكل ويعاد تشكيلها وتتغير وظائفها. وفي هذه الحالة تتحول إلى ملجأ لحالة التهميش الإجتماعي والطبقي، وإلى أداة تضامن، وإلى استثمار سياسي فيما بعد، ولكنها في كافة الحالات ليست الهوية الأصلية، إذا كان هنالك هوية أصلية أصلا، بل هي هوية جديدة. ما زال انتماء هؤلاء الشباب هو للحي، للحارة وللتضامن بين شبابها، وللهامش الذي يريد أمثال سركوزي اقتحامه لفرض قواعدهم فيه مع إبقائه هامشا. إنهم يدافعون حتى الآن عن حيزهم الحياتي ومجالهم الحيوي الذي تبقى لهم بما فيه من جنوح ومخدرات. أما الصراع وتسييسه وتحويله إلى صراع هويات من قبل سياسيين طموحين من أمثال وزير الداخلية الفرنسي وخصومه من نفس الحزب يمشون إلى هدفهم ولو على جثث فلا بد أن يطور هويات جديدة وتضامنات أخرى.