عوني بلال
عن نوعين من الكتب - خمس ملاحظات أوّليّة:
* ثمّة نوعان من الكتب: تلك الّتي كتبها مؤلّفوها؛ لأنّ لديهم شيئًا يقولونه، وتلك الّتي بحثَ مؤلّفوها كي يكتبوها، عن شيء يقولونه.
* إنّ تَوْق الكاتب إلى فكرة يكتبها، طَوْق بعنق كتابه، وإنّ توق الكاتب ليكتب فكرته، عِتق من كلّ طوق؛ وكلٌّ يصنع كتابًا مختلفًا تمامًا.
* في حياكة الكتاب الجيّد، الكاتب خافٍ في النسيج ظاهر في الغُرَز، وفي حياكة الكتاب الرديء، ما من نسيجٍ أصلًا؛ وتلك معجزة الكتاب الرديء: أنّ الغرزة فيه لا تحيك.
* الكتاب الجيّد مُفعَم بكاتبه، والكتاب الرديء مُتخَم به.
* حضور الكاتب الحقيقيّ في غيابه. إنّ المسافة بين دفّتَيْ كتاب، أيّ كتاب، أضيق من أن تتّسع إلّا لكاتب صغير، وإنّ الكاتب الحقّ، ليس بيّنًا في كتابه، وإنّما ثاوٍ فيه، وقد عفّى على نفسه الأثر.
خَطَر
ثمّة شيء واحد أصعب من أن يقول المرء في حياته كلّ شيء، وهو أن يقول - ولو مرّة في حياته - شيئًا جديدًا، وإذا كان لك أن تقول شيئًا جديدًا مرّة في حياتك، فلا أصعب من ذلك إلّا أن تقوله - تحديدًا - عن الدين، أو أن تقوله - تحديدًا - عن العلمانيّة، أمّا إذا أردت أن تأخذ التحدّي إلى مداه الأقصى، فحاول قول جديد في الاثنين معًا، هكذا، معًا، ضربة واحدة. لا يوجد موضوع سُكب في سواقيه الحبر، وعُبِّدت أرصفته بالورق، ومُلِئ فضاؤه بكلام الأوّلين والآخِرين والعارفين واللاغين، كما هي الحال مع هذين: الدين والعلمانيّة؛ لذا فإنّ إنجاز 1800 صفحة في الموضوع، مبثوثة في 3 مجلّدات، يستلزم قبل كلّ شيء قدرًا ما من الجسارة، ونَفَسًا أولومبيًّا في القراءة، وقدرة على سبك الأفكار. وحتّى مع هذه العناصر الثلاثة، يبقى الأمر محفوفًا بالخطر. والخطر المقصود هنا إمّا ارتباك في الإحاطة بالقديم لغزارته، وإمّا قصور عن الإتيان بالجديد لندرته. وقد تساءلت بعد قراءة مجلّدات الكتاب الثلاثة إن كان تصنيفها موسوعةً أصوب من تسميتها كتابًا، وبين التفكير في التسميتين، بدا لي أنّ عملًا كهذا يصحّ أن يُدعى مَجَسْطِيّ العلمنة[1]؛ لغير سببٍ واحد: أوّلها أنّه إحاطة شديدة الاتّساع بالأفكار السابقة في الموضوع، وأنّه نقد وإضافة عليها، وأنّه عمل وُلِدَ كلاسيكيًّا مِن فوره، وأنّ له صفة مرجعيّة راجحة للباحثين في مجاله، وأنّه - بدلالة اللفظ الإغريقيّ القديم، وللأمانة التامّة - نصّ مَجَسْطِيّ الأفكار والهيئة.
لمسة ميداس معكوسة
قد تصبح الكتابة عن كتابٍ ما شديدةَ الصعوبة، بعد أن تكون قد قرأت الكتاب نفسه، وما أقصده أنّ قراءة كتاب - أحيانًا - تُصَعِّب الكتابة عنه؛ فالأسهل مع هذا النوع من الكتب، أن تكتب عنها قبل أن تقرأها، لولا الاستحالة الأنطولوجيّة في الموضوع طبعًا. ومنشأ الصعوبة في حالة كتابنا هذا، أنّ المرء يكتسب جملة حساسيّات بعد قراءته، تعزّز تَحَرُّز المرء، وتحفّزه في قضيّة الدين والعلمانيّة؛ فالمشهديّة الّتي يقدّمها الكتاب للمفهومَين عالية التركيب، وتزخر بالتداخل، وتورِث دارسها قلقًا كامنًا عند تناول الموضوع، بدل أن تعزّز ارتياحه تجاهه، ولا غضاضة في هذا؛ فهو من جوهر المسألة المعرفيّة، الّتي تزيد ريبة الإنسان، وتلفّته خلف ظهره، كلّما أوغل في طريقها أكثر.
إنّ الحذر الأوّل الّذي يعزّزه هذا العمل حذر تجاه المسلّمات، وعلى سبيل المثال، فإنّ تعريف العلمانيّة الدارج، بوصفها "فصل الدين عن الدولة"، لا يبدو - بعد قراءة الكتاب - نَزَقًا معرفيًّا فحسب، بل تجديفًا مُخْرِجًا من ملّة التعريف الحنيف. إنّ المراجعة المجهريّة الّتي يجريها الكتاب لمقولة ماركس: "الدين أفيون الشعوب"، ومقولة المسيح: "أعطِ ما لقيصر لقيصر، وما لله لله"، تبيّن أنّهما مثالان على قدرة الكاتب على استحضار مفاهيمَ ومقولات صارت بحكم الميّتة من فرط التداول؛ ليكشف فيها بعدًا غائبًا، ومعنًى محجوبًا عن المنهمكين باستخدامها وابتزازها والعربدة باسمها، بل حتّى مَن هجرها تخمةً منها.
هذه سمة عامّة ولافتة عبر العمل، لا أستطيع تشبيهها إلّا بلمسة ميداس[2] معكوسة، تنزع الصفة المعدنيّة الصلدة عن مفاهيمَ شائعة؛ لتنفخ حياة فيها من جديد.
اقتناص اللحظة المشتركة
ما قصّة هذه المجلّدات الثلاثة؟ إنّ طريق العلمنة - بوصف الكاتب - شديد التعرّج، وإذا كان للمرء أن يقتنص الجانب الهندسيّ من تلك الصورة، فإنّ هدف الكتاب اشتقاق اقتران رياضيّ قادر على وصف منحنى العلمنة، وهو منحنى الأحداث والتحوّلات، الّذي تسلكه المجتمعات في تمايز الدين عن المجال العامّ، في إطار الدولة كما نعرفها اليوم، وعندما تصبح المنحنيات شديدة التعرّج؛ فما يحصل في الرياضيّات - أحيانًا- لجوء إلى مفهوم الاقتران المتشعّب، حيث يُقسم المنحنى أجزاءً، ويصبح لكلّ شطر منه اقترانه المستقلّ الخاصّ.
ويبقى الرياضيّ الأمين مضطربًا في قرارة نفسه، إذا ما شعر بأنّ خلف هذه الدالّة المتشعّبة اقترانًا آخر، أحاديًّا غير متشعّب، يصف المنحنى بأسره عبر صيغة رياضيّة واحدة، تمسك بانحناءاته، وتقبض على هيئته التامّة، وتقف على كلّ انعطافة فيه.
إنّ هذه الحاجة إلى الوحدانيّة الوصفيّة، ليست نزعة وجدانيّة قديمة في الإنسان فحسب، بل صفة كامنة في الطبيعة، لا تُفْصِح عن نفسها إلّا في الحدوس الكبرى والاختراقات العلميّة الفارقة.
إنّ ما يفعله "الدين والعلمانيّة في سياق تاريخيّ"، اجتراح لاقتران غير متشعّب لمنحنى العلمنة، أحاديّ في أساسه، لكنّه يتّسع داخلَه للتركيب والتنوّع.
وقد أراد المؤلّف أن يدفع باقترانه الوصفيّ، لا ليشمل القارّة الأوروبيّة فحسب؛ بل ليَعْبُرَ به الأطلسيّ أيضًا، ويجعلَهُ صالحًا لأكثر النماذج تمرّدًا على نظريّات العلمنة واقتراناتها، وهو النموذج الأمريكيّ.
إنّ اقتناص المشترك وسط كلّ هذه التباينات، دون الانتهاء إلى نموذج أجردَ من فرط العموميّة، أو ضبابيّ من فرط التعقيد، تحدٍّ صعب بحقّ، وهو القبّان الّذي ينبغي أن يوزَن به خاتمة العمل ونموذجه المقترح.
إنّ وجه الصعوبة في اقتناص تلك اللحظة المشتركة، ينبع أساسًا من أنّها ليست أصلًا "لحظة"، بل صيرورة ممتدّة، وهي تأتي دومًا مغبَرّة ومقنّعة بسياقها الجغرافيّ الخاصّ، ولا تبدو في ظاهرها المخاتِل إلّا وحيدة زمانها، ووحيدة مكانها.
نفي القداسة... سراب محض
ليس النموذج المقترح فريدَ نوعه؛ فثمّة نماذجُ علمنة سابقة على هذا الكتاب، اصطدمت في القرن الماضي بوقائعَ ثقيلة لم تتمكّن من هضمها، وانهارت بوطأة العجز عن تفسيرها، وقد كان الحدث الأهمّ الّذي شرِقت به هذه النماذج عودة "الدين"، وتعثّر نبوءة انحسار الظاهرة الدينيّة في سياقات العلمنة.
وبدلًا من ترقيع هذا الفشل بالتنظير لاستثناءات وخصوصيّات، يحاول عزمي بشارة طرح نموذج مختلف، لا يرى في الدين أضحية على مذبح العلمنة.
إنّ روح الرسالة الّتي يحملها "الدين والعلمانيّة في سياق تاريخيّ"، أنّ الإنسان لن يكون في النهاية إلّا نفسه، وأنّ نفسه تلك تتحوّر وتتحوّل، لكنّ كتلتها النفسيّة لا تتغيّر.
إنّ توق الإنسان إلى القداسة لا يرعوي، وإنّ شغفه بتجاوز المحدود والانعتاق منه باقٍ ما بقي الإنسان، وإنّ الدين ليس ضفّة يبرحها المجتمع على جسر العلمنة؛ ليصل ضفّة أخرى لا يبلغها ظلّ الله.
إنّ العلمنة ليست عبورًا إلى جسر أصلًا، بل شقًّا للنهر نفسه، وبناءً للجسور على امتداده، وإعمارًا للمدينة على الضفّتين، وإنّ السعي لنفي القداسة من مملكة الإنسان سراب محض؛ لأنّ القداسة ليست جزءًا من مملكة الإنسان، بل جزء من الإنسان نفسه.
بحث في علم الحركة
لا معنى حقًّا لتلخيص الكتاب؛ لأنّ خلاصة الكتاب حرفيًّا مكتوبة فيه؛ ففي مطلع كلّ فصل خلاصة لمحتواه، وحتّى بغياب ملخّصات كهذه، فلا معنى أيضًا لتلخيص الكتاب؛ لأنّ جزءًا كبيرًا من قيمته يكمن في بنائه قبل أن يكون في خاتمته؛ فبنية الكتاب - من زاوية ما - تحاكي الحكاية الّتي يحكيها.
إنّ "الدين والعلمانيّة في سياق تاريخيّ" استقصاء لديناميكا العلمنة، وبحث في علم الحركة لا في علم السكون. إنّه لا يروي قصّة حالة ناجزة، بل رواية صيرورة مفتوحة، وحتّى في مراجعته للظواهر الّتي بلغت حالة من الاستقرار؛ فإنّه مَعْنِيّ بديناميكا النشوء التاريخيّة، أكثر من توصيف الاستقرار الساكن الّذي بلغَته.
ومن بين الصور العديدة الّتي يستحضرها الكتاب في هذا المضمار، فإنّ أَعْلَقَها بالذهن تلك الّتي تروي تطوّر الأفكار والظواهر، لا بوصفها تصعّدًا ولا بوصفها استدارة، بل عطفًا للهيئتين؛ أي بوصفها دورانًا لا يعود من حيث البداية، بل يعتلي نفسَه على هيئة الزنبرك. لكنّ الممتع في الأمر، أنّ مفاهيمَ عديدة في الكتاب، تُقدَّم على ذات الهيئة الهندسيّة هذه؛ ففي النحو الّذي اختاره المؤلّف لتقديم تعريفات الدين بصفته ظاهرة، وتتبّع تطوّرها، تصبح رواية الكتاب ذاتها للمفهوم، في هيئتها المرويّة، وفي هندسة سردها، تصبح مجازًا لقصّة المفهوم نفسه وتاريخ نشوئه المركّب، وليس لملخّص في العالَم أن يمسك بسِمَةٍ كهذه.
يبقى في ذمّ فكرة الملخّصات، والخسارة الحاصلة بالاعتماد عليها، أن تُذْكَر هوامش الكتاب، الّتي يصحّ في ظنّي أن تُجمع معًا لتصدر في كتيّب منفصل، يمكن أن يعنون بـ "الإمتاع والمؤانسة".
ويبدو أنّ عزمي بشارة يتخفّف بعامّة من الرسميّة الأكاديميّة، في اللحظة الّتي يهبط فيها من المتن إلى الهامش، ويبوح في الطابق الأدنى لصفحاته بما لا تسعه الطوابق العليا.
هناك، أسفل الصفحات، تنتشر درر صغيرة منثورة على امتداد الكتاب، لا يفيها "بُنْطها" المصغّر حقّها على الورق، ويفقد الكتاب دونها جزءًا أثيرًا من روحه، حتّى وإنْ لم تكن جزءًا أساسًا من موضوعه.
خوارزميّات ذهنيّة
ما علامة هذا الكتاب الفارقة؟ ثمّة علامة فارقة حتمًا، لكنّ "مفارقتها" أنّها لا تملك اسمًا واضحًا، وإذا كان لي أن ألفّق مصطلحًا لها فقد أسمّيها "الخوارزميّات الذهنيّة"؛ فعلى امتداد هذا الكتاب أكروباتيّات فكريّة وجمل تكتيكيّة على الصعيد البنيويّ، تجعل الموضوع شائقًا ممتعًا حتّى لو لم يكن بطبيعته كذلك.
ثمّة كوريوغرافيا ذهنيّة في القول بأنّ الإيمان بالله شيء، والإيمان بوجوده شيء آخر تمامًا، بأنّ الدين ليس شيئًا بل صفة تختلج الشيء، وأنّه لا يمكن أن يعرّف إلّا من داخله، بأنّ أهمّيّة التديّن في العاديّ لا في الاستثنائيّ، وأنّه تطويع لجموح التجربة الدينيّة وعصفها، وتطبيع للمقدّس مع العاديّة، وأنّه بهذا المعنى يقتات على أصله الّذي أنجبه حتّى يقضي عليه، وأنّ تاريخ المفهوم ليس المفهوم نفسه، وأنّك إذا غصت في ماضي المفاهيم فأنت لا تقترب من جوهرها؛ لأنّ قلبَ الظاهرة ليس دومًا في أصلها، وأنّ الإيمان المطلق عكس الكفر وليس الشكّ، وأنّ الشكّ عكس الاعتقاد وليس الإيمان، وأنّه ما من حالة وسطى بين الإيمان والكفر، لأنّ الإيمان رقميّ؛ فإمّا أن يكون وإمّا لا يكون، وأنّ العلمانيّة علمانيّات، والعلمنة صيرورات، والثقافة العلمانيّة درجات، وأنّ الحرب الأهليّة الدينيّة تمرين دمويّ مطوّل لمنع تكرار التمرين، وأنّ تديين السياسة غالبًا يعني دنيوة الدين، في حين أنّ علمنة السياسة تعني تديين الدين.
مزاج تأمّليّ رَيْبِيّ
حسب مقولة رائجة؛ فإنّ الكتاب الجيّد يترك قارئه بأسئلة أكثر ممّا يسلّحه بإجابات، لا أعرف إن كان هذا صحيحًا بالضرورة، لكننّي لم أجد السمة الخاصّة لهذا العمل، متوّجة في الأسئلة الّتي يطرحها، بل في المزاج الّذي يبعث عليه، وهو مزاج تأمّليّ، رَيْبِيّ، لا يقنع بالمُسلّمات ولا بنقائضها المباشرة، ولا يستسلم للتناظر الشكليّ، ولا الترادف الظاهر، ولا التعاكس البادي، ويدرك أنّ هندسة الأفكار وتاريخ المفاهيم ليسا ظواهرَ خطّيّة، ولا يرتدّ من ذلك ليسقط في التعقيد والإبهام، بل يجترح أنساقًا ونماذج، فيها من وضوح الزوايا وبراعة الهيئة ما يؤهّلها، بتعريب أجدادنا الأوائل، للفظ المَجَسْطِ ومعناه.
وليس بعيدًا عن هذا المزاج، وعطفًا عليه؛ فإنّ سؤالًا واحدًا بدا لي في نهاية هذا العمل، في كتاب يسرد تاريخ ظاهرة وُلدت دون وعي لذاتها، ويخطّ نموذجًا لتطوّرها: إلى أيّ حدّ يمكن كتابًا كهذا أن يؤثّر هو نفسُه، في ميلادها وتطوّرها اللاحقَين، وقد عزّز وعيها بنفسها؟
لهايزنبرغ نظريّة شهيرة في تأثير فعل القياس في ما يُقاس في المضمار الفيزيائيّ. وأتساءل إن كان "للنمذجة" تأثير شبيه في الظواهر في المضمار الاجتماعيّ.
إنّ السؤال، بمعنًى آخر، يتعلّق بمدى حصانة نموذج معرفيّ تحليليّ من الانزلاق العَرَضيّ أو القصديّ، صوْبَ تاريخانيّة ما، حتّى لو لم يكن مصمَّمًا في الأصل لذلك، حتّى لو كان مصمَّمًا تحديدًا كي لا يكون كذلك: ألا يمكن أن يغويَ النموذج مَن يقتنعون به كي يحاولوا "تسريعه"؟ ألا يبدو أنّ تحويل الدين إلى طائفة، وقَوْمَنَة الدين، وربط الحقوق بالانتماء إلى جماعة بدلًا من المواطنة، ألا يمكن أن تبدو هذه - بصفتها بعض الصيرورات الممكنة في مسار العلمنة الطويل - ظواهرَ أقلّ استهجانًا لأنّها "موجودة في النموذج"، وقد لا يبدو ثمّة بديل عنها - على إشكاليّتها- لاستكمال الصيرورة المنشودة؟ هذا سؤال صغير في ختام كتاب كبير، يروي قصّة نهر، وجسر، ومدينة بضِفّتين.
.........
[1] المَجَسطيّ: العنوان المعرّب لكتاب بطليموس "في علم الفلك"، الّذي كُتب في الإسكندريّة في القرن الثاني للميلاد، وقد استمرّ مرجعًا فلكيًّا أساسيًّا حتّى الثورة الكوبرنيكيّة، وتُرجم غير مرّة إلى العربيّة في القرن التاسع. ومن أبرز مترجميه الحجّاج بن يوسف بن مطر، وحُنَين بن إسحق. وقد عرفت أوروبّا في القرون الوسطى هذا العمل عبر ترجمته العربيّة، واستقرّ اسم الكتاب - منذ ذلك الوقت - بتراجمه الغربيّة على نسق الاسم المُعَرَّب، .AlMagest
[2] ميداس: نسبة للملك ميداس في الميثولوجيا الإغريقيّة، الّذي كان يحوّل أيّ شيء إلى ذهب بلمسه.
المصدر: فسحة