مهرجان التضامن والتصدي.. مجد الكروم - الجليل
كلمة امير مخول
رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الحريات
المدير العام لاتحاد الجمعيات العربية
يجمعنا اليوم ان نعلن على الملأ لانفسنا – نحن الشعب الفلسطيني ونعلن لكل من يجب ان يعلم اننا لن نقبل ان تكون مهمتنا عد السنين على المنفى القسري لعزمي بشارة ..يجمعنا تصميمنا على خلق الظروف لعودته حرا طليقا الى ارض الوطن, الى موقعه الاكثر طبيعية, مع التاكيد ان كل الوطن العربي هو ايضا موقعه الطبيعي والحامل لمشروعه النهضوي.
قرارنا هذا ليس ليس بالسهل ولكن وعندما تتوفر الارادة فاننا قادرون على الامتحان الصعب والقرارات الصعبة لانها صحيحة وعادلة.
وقبل هذا علينا ان ننظر الى انفسنا.. وان نسأل انفسنا: هل قمنا بكل المطلوب منا.. هل حددنا الهدف وسعينا مجتمعين لتحقيقه... وللاسف ورغم كل الاهتمام والتضامن الحاصلين فاننا كمجتمع لم نول القضية الخطيرة كامل حقها - الخطيرة على عزمي والخطيرة علينا جميعا وعلى دورنا الجماعي... مسؤوليتنا اكبر مما بذل حتى الان.
التضامن ليس فضلا من احد على احد, التضامن هو مسؤولية وطنية عليا وواجب وطني سياسي وانساني واخلاقي وبالذات حيث الاختلافات السياسية والتعددية السياسية فلن تكون وحدة وطنية من دون تضامن، ولن نفاجأ اذا كررت اسرائيل الحالة فيما لو ضعفنا او اعتقدت اننا ضعفنا.
الحملة على نشطاء التجمع وملاحقاتهم السياسية هي ليست سعيا من الشاباك وراء حقيقة ما، انها سعي من الشاباك لخلق واقع جديد تكسر فيه الارادة الوطنية للشباب الفلسطيني..ولزرع روح الشك والتشكيك والترهيب واضعاف مقاومتنا وقدرتنا على مقاومة المشروع الصهيوني. انها تستهدف المحقّق معه وغير المحقّق معه لتصنفنا بين ما يسمونه معتدل اي متأسرل ومتطرف اي وطني (فلسطيني طبعا).. هذه الحملة تستهدف المشروع الذي سعى ويسعى عزمي بشارة الى تأصيله. تستهدف بناءنا الذاتي وتستهدف انتماءنا الوطني وتستهدف ترابطنا العضوي مع باقي اجزاء شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية.
علينا ان نكون جاهزين بأن الملاحقات السياسية الواسعة اليوم وضد القوى الوطنية سوف تزداد وتتسع في حال قررت اسرائيل تصعيد عدوانها على المنطقة او توسيعه ضد شعبنا, لانهم يدركون اننا – هذا الجزء من شعبنا – له وزن ودور معنوي اساسي في كسر العدوان الاسرائيلي.
التجمع هو حزب ملاحق سياسيا والحقيقة ان جماهيرنا هي ملاحقة سياسيا باحزابها ومؤسساتها وشخصياتها الوطنية على تنوعها. وان حدد رئيس الشاباك باننا خطرا استراتيجيا فان الملاحقة تبدأ من قمة الهرم السياسي والامني والمدني الاسرائيلي وتنالنا جميعا ولن تتراجع الا بقدر ما نعمل.
ندرك جيدا اننا نعيش في دولة الجريمة السياسية المنظمة المفروضة قسرا على كل ما هو فلسطيني، ... وضمنها تجري عملية تبييض الجرائم لتتظاهر الدولة القمعية بانها ضحية ضحاياها ولتصوّر ضحاياها وكأنهم هم المجرمون.... هذا نهج اسرائيل في كل موقع في الداخل والضفة والقطاع ومخيمات اللجوء...وهذا نهج اسرائيل الرسمية وغير الرسمية بمؤسساتها الحاكمة والامنية والقضائية والاعلامية.. فكلها شريكة في تكامل مؤسسة الجريمة.
شعبنا ينزف ويقاوم في كل موقع واختلاف الموقع لا يلغي وحدانية القضية..ومن يرتكب المجازر وجرائم الابادة ضد شعبنا في غزة لن يتورع عن ملاحقتنا في الداخل, ومن زج ويزج بعشرات الاف اسرى الحرية في سجونه لا يتورع عن سلب حرية احد, ومن هجر واقتلع غالبية شعبنا وحولهم الى لاجئين ومهجرين ويمنع عودتهم فلن يتورع عن فرض المنفى القسري على عزمي بشارة...
لكن وللحقيقة نقول ان الجواب مرهون ايضا بنا - بارادتنا والى اي مدى نقاومهم ونردعهم ونوقف جرائمهم.. علاقتنا ببعدنا الفلسطيني والعربي والاسلامي والدولي هي علاقة حق وقانونهم هو قانون باطل... علاقتتنا هي مع حركة الشعوب العربية واولا مع الحركات التحررية المناهضة للمشروع الصهيوني بكل تجلياته وللتطبيع معه هي علاقة سنصونها وسنواصلها ونعززها...
حقوقنا في وطننا وتجاه شعبنا هي حقوق ولن نخضعها الى القانون الاسرائيلي الجائر.
في مؤتمر الحماية الشعبية والدفاع عن الحريات مؤخرا قررت لجنة الدفاع عن الحريات بمشاركة مركبات لجنة المتابعة العليا المبادرة الى تنظيم لجنة دولية لتقصي الحقائق في موضوع الملاحقات السياسية وقد بدأنا نخطو بهذا الشأن مصممين ان نحمل اسرائيل باجهزتها الامنية والمدنية والاعلامية مسؤولية الجريمة السياسية المنظمة, ودمغ نظامها والمساهمة في توفير الحماية وردع الملاحقات.
الجاهزية الدائمة والوحدة الكفاحية والتضامن هي تحد لنا وهي واجبنا وهذا ما نسعى اليه في لجنة الحريات وفي لجنة المتابعة وكل القوى الوطنية, فلا يحق لنا ان نتفاجأ من اي اجراء قمعي بل مطلوب منا ان نكون جاهزين لاي تحد. بل اننا مطالبون بما نطالب به العالم وهو اطلاق حملة استباقية لمقاطعة اسرائيل ونزع شرعية نظامها عالميا وطابعها ككيان عنصري استعماري قمعي احتلالي نردعها بذلك ونحمي وجودنا ونتقوى بذلك.
لنؤكد جميعنا اليوم ان المنفى القسري لعزمي بشارة هو مؤقت حتى وان طال .. واننا سننطلق من هنا في مشروعنا الجماعي لتقصيره والغائه ان الملاحقات السياسية لم ولن تنال منا... وان ارادتنا اقوى بكثير من قمع قانونهم... وان احقيتنا في وطننا واحقية كل شعبنا فيه ودورنا في قضية شعبنا اشمخ بكثير من ان ينال منه القامعون.