عدنان علي
المفكر الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة يمثل شوكة في حلق المحتل الاسرائيلي بسبب مواقفه القومية الجريئة وبسبب تصديه المتواصل لسياسات الاحتلال واجراءاته العدوانية والعنصرية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي المناطق المحتلة عام 1948 وفي السنوات الاخيرة اطلق عزمي بشارة مواقف شجاعة مؤيدة لحق مقاومة الاحتلال في فلسطين ولبنان وخضع جراء ذلك لسلسلة من المضايقات وعمليات التحقيق من جانب سلطات الاحتلال.
وفي تعبير عن ضيقها الشديد من مواقفه وتصديه وفضحه لممارساتها,عمدت اسرائيل مؤخراً إلى تلفيق بعض التهم ضد بشارة بهدف القضاء نهائياً على حضوره السياسي والفكري داخل فلسطين ,48وهو فكر يتمحور حول المزاوجة بين القومية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية.
وينشط بشارة بشكل مكثف في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومناهضة الاحتلال بوصفه شكلاً من اشكال الابارتيد على المستوى المحلي والعالمي.
ولبشارة عدد كبير من المساهمات المكتوبة وشارك في عشرات الجولات الاوروبية والامريكية في طرح القضية الفلسطينية أمام الرأي العام الغربي.
ويعتبر مشروعه السياسي( دولة المواطنين) إضافة إلى محاولة دمقرطة واحياء الفكرالقومي العربي ومصالحته مع الليبرالية والعدالة الاجتماعية علامة فارقة في العمل السياسي أدت إلى ارتباك شديد داخل المؤسسة الصهيونية الحاكمة في تناول العلاقة مع العرب وإلى اعادة صياغة هذه العلاقة على مستوى الخطاب السياسي السائد في مناطق 48.
وقد ترجم بشارة افكاره هذه من خلال العمل البرلماني واقتراحه قوانين تتعلق بالمساواة وفصل الدين عن الدولة ما شكل قفزة في العمل البرلماني العربي وتحدياً كبيراً للعنصرية الاسرائيلية.
وبسبب تمسكه بثوابت حل القضية الفلسطينية على اسس عادلة حظي الدكتور بشارة باحترام كبير في العالم العربي وفي اوساط المثقفين العرب كمفكر له مساهمات هامة في الفكر الديموقراطي إضافة إلى نشاطه السياسي المثابر دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني,والمعركة الجديدة التي يخوضها اليوم تثبت من جديد ما يحاول بشارة قوله منذ سنوات بأن اسرائيل كيان عنصري لا يقبل ابداً حتى فكرة التعايش على اساس من التكافؤ والعدالة,ويصر على مشروعه الاول القاضي بالتهام الأرض وطرد سكانها