شدّد رئيس حزب التجمع الوطني الديموقراطي النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة، في مقابلة مع إذاعة «الشمس» المحلية التي تبث من مدينة الناصرة، على أنَّه يفكر ملياً وبهدوء بخطواته المستقبلية في ظل ملاحقته السياسية، التي أوضح أنَّ حجمها هذه المرة يفوق المرات السابقة، معتبراً أنَّ «قواعد اللعبة تغيّرت عن السابق كثيراً».
وقال بشارة إنَّ الطابع الأمني في قضيته «أكبر بكثير» مما كان عليه في قضية رائد صلاح، الذي لوحق سياسياً في أعقاب «عداء الدولة للحركة الاسلامية»، وحكم عليه 30 شهراً بعد إدانته بتهم أمنية وتبييض أموال حسب قانون «تمويل الارهاب». وأضاف أن القضية المالية «أقل بكثير»، موضحاً أن السلطات الاسرائيلية «فشلت في الماضي بتلفيق تهم جنائية من نوع التحريض على العنف، وفشلت في التهم الدستورية من نوع دولة لجميع مواطنيها وعدم الاعتراف بيهودية الدولة، وجاء دور التهم الأمنية بالتفسير الإسرائيلي للأمن».
وجدد بشارة التأكيد أنَّ موضوع الاستقالة «ليس جديداً»، مشيراً إلى أنه اتخذ منذ أيلول الماضي. وأضاف أنه «لن يغير القرار»، مشيراً إلى أنه قلل من المقابلات الصحافية لأنه «لا يستطيع الحديث عن القضية في أعقاب أمر منع النشر». وتابع «عند إزالة امر منع النشر سيكون الحديث أوضح»، متسائلاً «اذا كنت لا أستطيع الحديث عن القضية فعمّ أتقابل؟ وما معنى المقابلة إذا كنت لا أستطيع أن أتطرق إلى التهم، وقد تعهدت بذلك للمحققين؟»
وقال بشارة إنه يحتاج في هذه الايام الى ان «يفكر بهدوء»، مضيفاً ان ما يقوم به «حدّد منذ وقت»، وأنه سيشارك في المؤتمر القومي العربي في البحرين بعد ايام. ورأى أنَّ هناك بعض الأمور التي عليه «أن يرتبها قبل أن يقرّر شيئاً في الايام المقبلة».
وأوضح بشارة أنه منذ عام 2000 هناك «كسر حقيقي» بين قيادة فلسطينيي 48 وبين الإعلام الإسرائيلي، مضيفاً أنَّ القيادات الوطنية عند فلسطينيي الداخل تتعرض للتحريض المستمر والتعئبة، وخصوصاً تلك القيادة التي «شبَّت عن الطوق وكسرت مسألة يهودية الدولة وصهيونية الدولة والتي شدّدت على الطابع القومي للعرب في الداخل والرغبة في إدارة شؤونهم الذاتية». وأضاف أن التحريض زاد إبان العدوان على لبنان في اعقاب «التضامن مع الشعب اللبناني ضد العدوان عليه».
وقال بشارة إنَّ الاعلام العبري، باستثناء البعض، «يملك شيئاً من عدم الرغبة في التعامل بندية مع رجل يرفض أن يكون أقل ديموقراطية منهم». وشدد على أنه «ديموقراطي ليبرالي وتقدمي ويساري أكثر منهم»، مضيفاً أن «من يشذ عن نظام الوصاية لا بد أن يتعرض لجوقة التحريض من أناس صغار وعنصريين».
وعن تصميم التجمع الوطني الديموقراطي على ازالة أمر منع النشر وتوجهه إلى المحكمة غداً الاحد، قال بشارة «لن نكون سعداء بإزالة منع النشر لأني أعرف طبيعة التهم وأعرف كم هي خطيرة. لكن على الأقل نستطيع أن نجيب مباشرة عليها». وأضاف «لو أردت أن أكسب شعبية رخيصة في الخارج من دون أن أهتم بمصير التجمع وعرب الداخل، فسيكون تصرفي الطبيعي أن افاخر بهذه التهم لأنها تكسبك شعبية كبيرة عربياً». وأشار إلى أن ما يفعله اليوم هو «تصرّف مسؤول». وشدد على التزامه أمر منع النشر، قائلاً «أنا لا أبادر إلى خرقه مع أنني لو أردت تبعات أخرى وشعبية أخرى لبادرت أنا بخرقه، ولكبرت حتى من حجم التهم لأكسب شعبية في أماكن أخرى».
ووصف بشارة «قواعد اللعبة» بأنها «جديدة مختلفة تماماً»، قائلاً «عندما ستسمعون التهم ستعرفون أنها قواعد لعبة جديدة تماماً مختلفة لا يتميز فيها القضاء الإسرائيلي بالحياد في مثل هذه الحالات»، مضيفاً انه «يبحث الموضوع، والجميع سيسمع عن خطواته المقبلة».
واختتم بشارة حديثه بالقول «نحن أصحاب هذه البلاد وسكانها الأصليون، ويريدون أن نتصرف كأننا ضيوف في بلدنا. نحن العرب الفلسطينيين أبناء هذه البلاد نتمسك بحقوقنا المدنية والوطنية ونتفاعل كما نرى مع حق الشعوب في مقاومة الاحتلال والعدوان، وهكذا يجب أن يرضوا بنا». وأضاف: «غالبية شعبنا شعب وطني وطيب ويعرف ماذا تريد الحكومة وماذا تريد المؤسسة الأمنية ولماذا يستهدفون الناس».
الأخبار اللبنانية