عُقد ظهيرة (الجمعة)، في مقرّ مركز "عدالة" في شفاعمرو، اجتماع تشاوري دعا إليه مركز "عدالة" للبحث في الحملة التصعيدية المخابراتية على المواطنين العرب في البلاد، وعلى الوثائق الرؤيوية التي صدرت عن المجتمع العربي في البلاد، مؤخرًا.
وشارك في الاجتماع ممثلون عن جمعيات ومؤسسات أهلية هي: عدالة، مدى الكرمل، مساواة، الجليل، الأهالي، جمعية حقوق الانسان، وجمعية الثقافة العربية، واتجاه وسيكوي. كما شارك عدد كبير من المثقفين والأكاديميين وشخصيات من اليسار اليهودي التقدمي، إلى جانب حضور حزبي تمثل في سكرتير عام "التجمع"، عوض عبد الفتاح، وسكرتير "الجبهة" القطرية، أيمن عودة.
ويأتي الاجتماع على خلفية تصريحات رئيس "الشاباك"، يوفال ديسكين، في اجتماعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، إيهود أولمرط، مؤخرًا، وطرح تصوره بأنّ العرب الفلسطينيين في إسرائيل هم "خطر استراتيجي" على الدولة، إلى جانب ردّ "الشاباك" الخطي لصحيفة "فصل المقال"، قبل أسبوعين، بأنّ "الشاباك" سيُحبط نشاطات تغييرية تبدر عن عناصر غايتها المسّ بطابع دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، حتى لو كانت هذه النشاطات تتمّ بواسطة أدوات توفرها الديمقراطية، وهذا يُستقى من مبدأ "الديمقراطية المدافعة عن نفسها".
وجاء أيضًا في ردّ "الشاباك" حول الوثائق الرؤيوية والمطلبية التي صدرت: "لا غضاضة في صياغة هذه الوثائق، وغيرها، التي يُراد منها أن تكون دستورية أو مؤسِّسة، لمجرد صياغتها، إلا إذا وُجد فيها حقًا ما يعكس أو يشجع ظواهر لاغية من السعي التغييري السياسي، كما ذُكر".
افتتح الاجتماع بروفسور مروان دويري، مدير إدارة مركز "عدالة"، حيث قال إنّ الاجتماع التشاوري يهدف إلى مناقشة حملة التصعيد على العرب في البلاد، ومحاولة طرح اجتهادات ومبادرات حول الطرق المطلوبة للتعامل مع الوضع ومواجهته.
وقال دويري إنّ تصريح "الشاباك" يدلّ على أنهم يتعاملون مع الوثائق بجدية. وأضاف: "عدالة أرسل رسالة بطلب فتح تحقيق جنائي بسبب تحريض على العرب الوارد في توجّه "الشاباك"، وهذه مواجهة قانونية وجماهيرية وسياسية، عربية ويهودية، يجب أن تكشف الوجه الحقيقي للشاباك على أنه آلة قمع وليس آلة أمن".
وقال دويري: "يجب منع التشويه الجاري للوثائق في الإعلام العبري، ويجب المبادرة لتحرك على مستويات جماهيرية مختلفة."
وفي النقاش الذي دار بين الحضور أجمع الحاضرون على أنّ هذه الحملة تأتي كاستمرار لحملات "الشاباك" على العرب منذ تأسيس الدولة، "والجديد في التصريحات الأخيرة أنها تأتي أسود على أبيض، وبصراحة، لم تكن من قبل- من ناحية الصياغة على الأقل"- كما جاء في بعض المداخلات.
وفي ختام الاجتماع تم الاتفاق على تبني الخطوات التالية:
- تقديم ورقة للأمم المتحدة تشرح الموضوع على جميع جوانبه، حيث أنّ "عدالة" و"اتجاه" يحظيان بمكانة استشارية أمام لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة؛
- التحضير لاجتماع مع السفارات في تل أبيب لشرح التصعيدات أمام السفراء الأجانب؛
- تشكيل لجنة عمل لتنسيق تطبيق الاقتراحات العينية مؤلفة من: حسن جبارين، محمد زيدان، أمير مخول، رمزي سليمان، إيناس الحاج؛
- تحضير عريضة موقعة من شخصيات ومؤسسات عربية ويهودية لنشرها في الإعلام العبري؛
- دعوة لجنة المتابعة إلى عقد اجتماع خاص مشترك للأحزاب ومؤسسات العمل الأهلي لوضع خطة لمواجهة حملة "الشاباك" على المواطنين العرب.